-->

مدارس ومناهج المدرسة الاسلامية

    المطلب الأول: مفهوم النظرية الإسلامية في السوسيولوجيا

    يقصد بالنظرية الإسلامية في السوسيولوجيا أسلمة علم الاجتماع موضوعا، ومنهجا، وتصورا، ورؤية، ومقصدية، وتمثل العقيدة الربانية في التعامل مع المواضيع الاجتماعية، والاحتكام إلى المعيار الأخلاقي والقيمي أثناء التعامل مع الوقائع والظواهر المجتمعية، وتقديم الحلول ضمن رؤية إسلامية بعيدة عن الطائفية والمذهبية والعرقية، واستحضار العقل الإسلامي في التحليل والتشخيص والتركيب، واقتراح الحلول الإسلامية الممكنة في معالجة الأدواء الاجتماعية، وتوجيه المجتمع وتعديله وتصويبه وتغييره. وفي هذا، يقول الباحث المغربي محمد محمد امزيان: " غير أن طائفة من المؤلفين أدركوا المعنى الحقيقي لأسلمة العلوم الاجتماعية الذي يتمثل في ضرورة حضور العقل الإسلامي في التحليل والتفسير وإخضاع الأفكار الاجتماعية للمذهبية الإسلامية، وجعل الخلفية العقائدية حاضرة في طرح القضايا الاجتماعية، سواء تعلق الأمر بقضايا التراث العربي الإسلامي أم بمشكلات المجتمع العربي الإسلامي أم بقضايا إنسانية عامة."
    ومن هنا، يمكن الحديث عن تيارين ضمن النظرية الإسلامية لعلم الاجتماع: تيار أول يربط أسلمة العلوم الاجتماعية بالمواضيع المتصلة بالإسلام تراثا وواقعا وفكرا؛ والثاني يربط ذلك بالعقائدية الإسلامية.

    المطلب الثاني: السياق التاريخي

    ظهرت النظرية الإسلامية في السوسيولوجيا، في سنوات السبعين من القرن الماضي، رد فعل على الكتابات السوسيولوجية الوضعية (أوجست كونت، وإميل دوركايم، وسان سيمون، وهربرت سبنسر) من جهة، والكتابات السوسيولوجية الماركسية (كارل ماركس، وإنجلز، ولينين، وماوتسي تونغ، وبيير بورديو، وكلود باسرون...) من جهة أخرى.
    وقد" ظهرت الدعوة إلى أسلمة العلوم الاجتماعية كبديل للتناقضات التي وقع فيها هذا الفرع من العلوم الإنسانية، وتخليصه من المضامين الإلحادية التي يحملها. وقد تفاوتتهذه الجهود على مستوى العمق والتحليل وعلى مستوى الوضوح والرؤية والتصور. ففي الحين الذي ظهرت فيه طائفة من البحوث الجادة والمخلصة والتي حاولت أن ترسم معالم المنهج الجديد ظهرت محاولات أخرى تحمل نفس الشعار دون أن تكون على نفس المستوى من الجدة والوضوح."
    وقد ظهرت دعوات جديدة لتأصيل علم الاجتماع في الوطن العربي؛ يمكن تصنيفها إلى ثلاث تجاربسوسيولوجيةكبرى: تجربة علم الاجتماع العربي؛ وتجربة علم الاجتماع القومي؛ وتجربة علم الاجتماع الإسلامي.
    العربية، وتحدد والهدف من ذلك كله هو العودة إلى الذات العربية أو القومية، وتأصيل علم الاجتماع العربي، إما ضمن منظور عروبي، وإما ضمن منظور قومي، وإما ضمن منظور إسلامي، مع رفض المنطلقات المنهجية والفلسفية الغربية، ولاسيما آليات الكتابة السوسيولوجية الوضعية أو الماركسية. لذلك، سارع الباحثون إلى قراءة اجتماعية للتراث العربي؛ ودراسة الوضع الاجتماعي العربي الحالي في ضوء تراثنا؛ وخدمة الأهداف القومية للأمة العربية؛ وإغناء التراث الاجتماعي والإنساني بجهود الكتاب السوسيولوجيين العرب.
    ومن أهم السوسيولوجيين الذين دافعوا عن علم الاجتماع القومي الباحثان المصريان أحمد الخشاب في كتابه (التفكير الاجتماعي دراسة تكاملية للنظرية الاجتماعية)، وعبد الباسط عبد المعطي في كتابه (اتجاهات نظرية في علم الاجتماع)..
    ومن جهة أخرى، يعد السوسويولوجي العراقي معن خليل عمر من المدافعين الغيورين عن علم اجتماع عربي، كما يتجلى ذلك واضحا في كتابه (نحو علم اجتماع عربي).
    هذا، وقد أكدت محاولةأحمد الخشاب" ضرورة العناية بدراسة النظرية الاجتماعية القومية على أن تكون فكرية عربية خاصة تنطق بمستخلصات التجربة التاريخية الحضارية، وتجسد المشخصات العقائدية والثقافية للأمة مستويات تطلعاتها وأبعادها.ويقترح في هذا الصدد توجيه مزيد من العناية بدراسة النظرية الاجتماعية دراسة تحليلية نقدية، على أن نستشف لها أنموذجا إيديولوجيا يضمن إنماء العناصر الدافعة والمنشطة لديناميات الانتفاضات الاجتماعية المعاصرة من ناحية، وتعمل على تقويض الوضعية التعويقية التي كثيرا ما تستغل في الانتكاسات والارتدادات التي تمارسها الرجعية."

    المطلب الثالث: رواد النظرية الإسلامية

    هناك مجموعة من الباحثين الذين تبنوا النظرية الإسلامية في دراسة علم الاجتماع إما جزئيا وإماكليا. ومن هؤلاء: زيدان عبد الباقي في كتابه (علم الاجتماع الإسلامي)، ويوسف شلحود في كتابه( المدخل لسوسيولوجيا الإسلام) الذي صدر بالفرنسية سنة 1958م، وسامية مصطفى الخشاب في كتابها ( علم الاجتماع الإسلامي)، وزكي محمد إسماعيل في كتابه ( نحو علم الاجتماع الإسلامي)، ونبيل محمد السيمالوطي في كتابه ( المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع)، وصلاح مصطفى الفوال في كتابه ( المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي)، ومنصور زويد المطيري في كتابه ( الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان)، وإلياس بايونس وفريد أحمد في كتابه ( مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي)، وفضيل دليو وآخرون في كتابهم ( علم الاجتماع من الترغيب إلى التأصيل)، ومحمد محمد أمزيان في كتابه (منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية).....
    هناك مجموعة من الباحثين الذين تبنوا النظرية الإسلامية في دراسة علم الاجتماع إما جزئيا وإماكليا. ومن هؤلاء: زيدان عبد الباقي في كتابه (علم الاجتماع الإسلامي)، ويوسف شلحود في كتابه( المدخل لسوسيولوجيا الإسلام) الذي صدر بالفرنسية سنة 1958م، وسامية مصطفى الخشاب في كتابها ( علم الاجتماع الإسلامي)، وزكي محمد إسماعيل في كتابه ( نحو علم الاجتماع الإسلامي)، ونبيل محمد السيمالوطي في كتابه ( المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع) وصلاح مصطفى الفوال في كتابه ( المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي) ومنصور زويد المطيري في كتابه ( الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان)، وإلياس بايونس وفريد أحمد في كتابه ( مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي)، وفضيل دليو وآخرون في كتابهم ( علم الاجتماع من الترغيب إلى التأصيل) ومحمد محمد أمزيان في كتابه (منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية).....

    المطلب الرابع: التصور المنهجي

    تنبني النظرية الإسلامية، في علم الاجتماع، على رفض التصورات السوسيولوجية الوضعية والماركسية من جهة، ورفض دراسة واقع المجتمع العربي في ضوء النزعات العربية والقومية والفئوية والطائفية والحزبية والإيدولوجية والإثنية. ومن ثم، تهدف هذه النظرية إلى دراسة الظواهر الاجتماعية في منظور المنهج الإسلامي موضوعا، ومنهجا، ورؤية، ومقصدية. وبالتالي، التركيز على المنظومة الأخلاقية الإسلامية، وتمثل المعايير الدينية في الوصف والتشخيص والوصف والتقويم، وتبني العقيدة الإسلامية في علاج المشاكل الواقعية، ومحاربة الإلحاد والنزعات المادية والإباحية، والاهتمام بدراسة التراث الاجتماعي، والاستفادةمن النظريات الاجتماعية الثاقبة عند علمائنا المسلمين، أمثال: الكندي، والفارابي، وابن سينا، والغزالي، وابن مسكويه، وابن خلدون، والجاحظ، وغيرهم.علاوة على تمثل الفكر الخلدوني في دراسة الوقائع والظواهر الاجتماعية بغية تأصيل علم الاجتماع وتأسيسه، قصد الانتقال من التقليد والتبعية والاجترار إلى الإبداع والتجديد والابتكار، وإعادة الثقة في الذات المسلمة. ومن ثم، التمسك الاجتماعي بالهوية والأصالة والخصوصية، وقراءة التراث الاجتماعي العربي القديم في ضوء رؤية إسلامية عميقة، واستحضار العقل المسلم في التحليل والوصف والتشخيص والعلاج. ولا ننسى أيضا ضرورة قراءة المجتمع الإسلامي المعاصر في ضوء المنظور الإسلامي الرباني، والاسترشاد بالأساس العقائدي لإصلاح ما اعوج من هذا الواقع، باقتراح وصفات علاجية تتلاءم مع الرؤية الإسلامية المعتدلة والمتكاملة والمتوازنة؛ وتمثل الوحي (قرآنا وسنة) مصدرا للمعرفة الاجتماعية، واستخدامه آلية للتوثيق السوسيولوجي. ويعني هذا أنه من الضروري أن يتسلح الباحث بالوحي في دراسة النظم الاجتماعية، ورصد قضايا الإنسان، وصياغة القوانين الاجتماعية. أضف إلى ذلك ضرورة التشبث بالمذهبية الإسلامية القائمة على التوحيد في فهم الواقع وتفسيره وتأويله.أي: يعتبر التوحيد أساسا نظريا ومنهجيا ومذهبا بديلا في دراسة الظواهر والوقائع، ورصد مستوى البناء والتقدم والتغير الحضاري.




    شارك المقال
    مدونة علوم الاعلام والاتصال
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة علوم الاعلام والاتصال .

    مقالات متعلقة

    1. ماهي المراجع التي تم الاعتماد عليها

      ردحذف
    2. ماهي المراجع التي تم الاعتماد عليها

      ردحذف
    3. ماهي المراجع التي تم الاعتماد عليها

      ردحذف
    4. ماهي المراجع التي اعتمدت عليها

      ردحذف
    5. ماهي المراجع التي اعتمدت عليها

      ردحذف
    6. التصور المنجي للمدرسة الاسلامية

      ردحذف
    7. المنهجية عند المدرسة الاسلامية المحدثة

      ردحذف
    8. من لديه معلومات حول المدرسة الإسلامية في مصر و في شمال أفريقيا والاندلس

      ردحذف
    9. شكون عندها
      بحث حول المدرسة الاسلامية
      تعريفها
      نشأتها
      روادها
      مبادئها
      الانتقادات
      نسحقهم ربي يجازيكم 💯💐 بلمراجع

      ردحذف