-->

مجالات البحث في علوم الاعلام والاتصال حول العالم



    مجالات البحث في علوم الاعلام والاتصال في العالم





    مقدمة :
    الاتصال نوع من النشاط الإنساني الذي يحدث باستمرار وغالبا ما يكون مرتبط مع العديد من الأنشطة الأخرى مما يعطي انطباع أنه يحتاج إلى دراسة مستقل .
    ومن جهة أخرى تشير كلمة اتصال في المجال الطبي إلى طبيعة انتقال الأوبئة ويهتم الباحث في علم النفس بالاتصال من جهة تواصله مع مرضاه ويهتم المتخصص في علم الاجتماع بالاتصال بوصفه ظاهرة اجتماعية وحتى السياسي يهتم بالاتصال إذ يعتبر مفهوم الاتصال من أكثر المفاهيم اتساعا إيديولوجيا إذ يوحي بمعاني متعددة ودلالات كثيرة فهو كما وصفه ولبرشرام "الاتصال لا يعتبر مقياسا أكاديميا بل هو دلك المقياس الذي يمثل مفترق طرق الذي يمر العديد من هناك ولكن القليل فقط يتوقف عنده.  حيث يعتبر لاتصال بشكله البسيط الذي يساعد الإفراد على التواصل والتفاهم والتفاعل في ما بينهم ظاهرة قديمة يمكن لنا أن نؤرخ لها منذ بداية الوجود الإنساني إلا أن العلو التي تهتم بالاتصال كظاهرة متميزة وقائمة بذاتها في المجتمع لم تبرز إلا بعد الحربين كمشاريع













           I.            مفاهيم عامة:
    1.    مفهوم علم الاتصال:
    إن موضوع علم الاتصال هو إنتاج ونقل واستقبال الإشارات، وعلاقة هذه الأخيرة بنظام رمزي، وتأثيراتها على السلوكيات، المعتقدات، قيم الأفراد والجماعات، وكذا على طرق تنظيمهم الجماعي، أما حسب تعريف شافي برجر: فعلم الاتصال يدرس إنتاج ومعالجة وتأثير الرموز وأنظمة الإشارات عن طريق نظريات قابلة للتحليل، تحتوي على تعميمات شرعية تمكن من تفسير الظواهر المرتبطة بالإنتاج، المعالجة والتأثيرات.
    ومن جهتها ترى الجمعية الوطنية للاتصال أن تخصص الاتصال يدرس جميع أشكال وطرق ووسائل وتأثيرات استخدام الناس للرسائل الدالة داخل وعبر جميع أنواع السياقات والثقافات والقنوات ووسائل الإعلام، وذلك من خلال البحوث الإنسانية والاجتماعية العلمية، والجمالية.
    مما سبق نستنتج أن مفاتيح علم الاتصال أربعة مصطلحات: إنتاج معالجة نقل وتأثير/استقبال (الرسائل).
    2.    مفهوم الاتصال والإعلام:
    إن كلمة الاتصال بالرغم من تداولها الواسع تحمل معان مختلفة ومتعددة فقد نستعملها لنعني بها مجال الدراسة الأكاديمي (الإعلامي، المعلوماتي، السياسي، النفسي، الاجتماعي، الاقتصادي، الأدبي..) أو بوصفها علاقات إنسانية عادية أو تفاعل حيواني غريزي أو آلي مبرمج أو وسائل اتصال تقليدية أو حديثة أو حاسبات آلية شخصية.
    ويجدر الإشارة إلى أن المشكل الذي كانت تثيره المصطلحات المشابهة لمفهوم الاتصال، ومنه الإعلام والمواصلات والبلاغ، يبدو أنه حل تلقائيا مع مرور الزمن، حيث زال تدريجيا التشويش الذي كانت تحدثه الترجمات الأكاديمية والصحفية حول كلمة الإنجليزية communication في بداية الأمر ليستقر الاستعمال الأكاديمي على كلمة الاتصال التي تعبر عن الايصال أو التواصل الأشمل من كلمة الإعلام (حركة-لتفاعليتها- ومعنى-لذاتيتها خاصة-) والتي أصبحت من جهتها تعكس أكثر معنى الأخبار أو المعلومات كمادة أولية أو محايدة- حسب بعض الصحفيين المثاليين مقابل الاتصال التفاعلي والذي هو موجه للتأثير الذاتي أصلا، بينما الواقع يشير إلى أن الإعلام يشاركه في ذلك المسار وفي هذه النية.. وإن كان بكمية ونوعية أقل.[1]
    وعلى العموم القول أن الفرق الجوهري بين الإعلام والاتصال يكمن في استجابة المستقبل، فبينما لا يتطلب الإعلام الاستجابة، فإن هذه الأخيرة ضرورية لاستمرارية التواصل.
    3.    مفهوم علوم الإعلام والاتصال :
    حسب تعريف بيرجي أشافي –Berget achafie فإن علوم الإعلام والاتصال هي علوم تهتم بدراسة إنتاج ومعالجة وتأثير الرموز وأنظمة الإشارات عن طريق وضع نظريات قابل لتحليل تحتوي على تعميمات تمكن من تفسير الظواهر المرتبطة ويقول –فيرنوند بال – إن هده العلوم هي تخصص أمريكي الأصل على الأقل وتعود لدراسات الأولى لهوفلن – لاسويل –لزرسفيلد –اللذين أعطوا لدراسات حول وسائل الإعلام المبرر العلمي الذي كانت تفتقده فمع تراكم هده البحوث جعل من دراسة الاتصال علما قائما بذاته .
    4.    اهتمامات علوم الإعلام والاتصال :
    تهتم علوم الإعلام والاتصال بدراسة الكيفية التي تتم بها انتقال الرسالة إلى الجمهور والملاحظ من خلال تاريخ دراسة  الاتصال أن هده العملية شملت العناصر التالية : -المرسل -الرسالة -القناة –المستقبل-  وهدا المنظور نجده منظما في نظريات الاتصال ونماذج الاتصال ولكن الملاحظ في الربع الأخير من القرن العشرين هو تحول بؤرة الاهتمام إلى الأثر الذي تتركه الرسالة على الجمهور المستهدف كما تعدته إلى دراسة المواضيع التالية
    -       الممارسة اليومية والمكثفة للاتصال داخل المجتمع .
    -       دراسة الأنظمة الإعلامية التي تؤطر الممارسات الإعلامية في المجتمعات المختلف
        II.            مجالات وتخصصات عوم الإعلام والاتصال:
    1.    الاتصال كمجال وتخصص دراسيين:
    من المعروف أن مجال وتخصص الاتصال يهتمان بالطور التاريخي والمؤسسة الأكاديمية المهنية للدراسات، وقبل الخوض في تفاصيل الكلام حول ذلك، يجب التحذير بداية من صعوبة تقديم عرض حال عن تخصص الاتصال، لأنه سيكون محدود المجال ومتحيزا فمجاله محدود لأنه يتميز بنموه بسرعة أكبر من إمكانيات الدارسين لمعالجة وهضم المعلومات الجديدة والمحافظة على تغطية شاملة لها، وهو متحيز لأن الدارسين يختلفون حول ما هو جيد وما هو متميز من البحوث ولتخفيف وطئ ذلك سنعتمد أساسا على ما قدمته الموسوعة الدولية للاتصال من رؤية على الحالة الراهنة للاتصال باعتباره مجالا أكاديميا وذلك بالاعتماد على بنية مقال قيم لكرايغ نشر فيها حول الموضوع مطعمين إياه بما يسر من إضافات من مراجع أخرى تتعلق خاصة بآراء تقييميه عامة.
    تتراوح مكونات الأقسام التحريرية الـ 29 لهذه الموسوعة الدولية للاتصال من التحليل الجزئي للسلوك الفردي الى التحليل الكلي للمؤسسات الاتصال على مستويات مجتمعية ودولية، كما تتراوح أقسام التحرير بين مناهج البحث الخاصة بالعلوم الاجتماعية الكمية والعلوم الاجتماعية التأويلية والدراسات النقدية والثقافية، والعلوم الإنسانية والمهن التطبيقية، بالإضافة إلى التخصصات مشتركة أخرى كتاريخ وسائل الإعلام اقتصاديات وسائل الإعلام والاتصال وقانون وسائل الإعلام وسياسته.
    ويتضح من هذه الأمثلة أن مجال الاتصال متنوع للغاية في المناهج والنظريات ومواضيع الدراسة، كما تضمنت الموسوعة الدولية للاتصال ثلاثة أقسام تحريرية تنظر إلى المجال ككل وهي بالتالي قد تفيدنا في إلقاء الضوء على هويته التخصصية وعلى مدى انسجامه:
    1-  نظرية الاتصال والفلسفة.
    2-    مناهج البحث.
    3-  الاتصال كمجال وتخصص.
    إذا كان المجالان التحريريان الأول والثاني يهتمان على التوالي بالنظريات والمناهج فإن الاتصال كمجال وتخصص يهتم بالتطور التاريخي والمؤسسة الأكاديمية المهنية والحالة الراهنة للبحث في الاتصال وتعليمه في المناطق الجغرافية حول العالم، وفيما يتعلق بمسألة انسجام تخصص الاتصال، فإن الجوانب المؤسسية والمهنية لمجال الاتصال تدخل أيضا تحت اهتمامات مجالي النظريات والمناهج.
    2.    تاريخ التكوين في الاتصال:
    إذا كانت الأصول التاريخية لكلمة الاتصال للعصور القديمة تحت مسميات الأدب الخطابة البلاغة... فإنها لم تشتهر في الخطاب الحديث العادي إلا منذ أواخر القرن التاسع عشر حيث بدأت الدراسات الأكاديمية في مجال الفنون والآداب تهتم بموضوعات متفرقة مثل سلوك الجماهير المجتمع والصحف.
    لكن تحديث الصحافة بإضفاء الطابع المهني عليها وتعليم مستلزماتها المهنية على غرار القانون والطلب سبقته دعوات عدة كان أولها اقتراح الأمريكي روبرت لي الذي دعا إلى تكوين جامعي لمهنة الإعلاميين في عام 1869، وبدأت هذه الفكرة تنتشر بين المؤتمرين الدوليين حول الصحافة اللذين عقدا في بوردو وبرلين كللت بأول برنامج دراسي في ميدان الإعلام تم ضبطه عام 1901 ثم جامعات أخرى، وأما كلية صحافة جامعية مكتملة العضوية فتحت أبوابها للطلبة فكانت في جامعة ميسوري عام 1908 تلاها فتح أول تخصص جامعي للاتصال في أوروبا في ألمانيا عام 1916 ومن جهتها تعتبر المدرسة العليا للصحافة التي تأسست في باريس في نوفمبر 1899 أول مدرسة غير جامعية خاصة للصحافة في العالم، تلاها في أوروبا في أوائل العشرينيات المعهد الألماني للصحافة والمدرسة الحرة للصحافة التابعة لليومية الكاثوليكية النقاش في أسبانيا عام 1926 وأول مدرسة في إيطاليا عام 1929.
    وكانت محتويات المواد الدراسية في كل هذه الهيئات ذات طابع مهني ترتكز أساسا على التقنيات الخاصة بممارسة مهنة الصحافة، ثم أصبح ابتداء من العشرينيات يتضمن كذلك وحدات نظرية مثل التاريخ أخلاقيات الصحافة الرأي العام إدارة الصحيفة الإشهار وذلك بفعل عدة عوامل منها التفاعل بين علم الإعلام والعلوم الاجتماعية التي تمثل المحيط الثقافي لمثل هذا التخصص بالإضافة طبعا إلى ظهور بعض تكنولوجيات الاتصال الحديثة الهاتف الإذاعة التليفزيون التي أصبح تأثيرها يتزايد في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
    بين عاماي 1934 و1935 ثم فتح دراسات ما بعد التدرج في بعض الجامعات الأمريكية ثم اتسع مجال البرامج الإعلامية كما وكيفا بعد الحرب العالمية الثانية ليساهم في تأصيل علم العلام كعلم قائم بذاته في أمريكا ثم في أوروبا وبقية أنحاء العالم ومنها في مصر في 1939 والجزائر في الستينيات وتونس والمغرب في السبعينيات.
    وبحلول فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بدأ الاعتراف بالتدريس في الاتصال كمجال أكاديمي متميز، كما أن المفهوم العادي للاتصال طور دلالات غنية متعلقة بالسيميائية علم الدلالات والعلاج والعلاقات الإنسانية التفاعل والتأثير الاجتماعي الاتصال الجماهيري وتكنلوجيا المعلومات.
    3.    المـرحلـة التجـريبيـة لأبحـاث الإعـلام والاتصـال:
    نقصد بالمرحلة التجريبية لأبحاث الإعلام والاتصال مرحلة تطبيق مناهج البحث العلمي الحديثة في معالجة الظواهر الإعلامية قبل التطرق إلى هذه النقطة لابد من التطرق إلى نقطة هامة كان لها الأثر البالغ في تطور أبحاث الإعلام والاتصال والتي تتمثل في انتقال البحث العلمي في العلوم الاجتماعية خلال القرن العشرين من طور التخمين والحدس والتأمل العقلي إلى طور الدراسات التجريبية وحصل هذا التطور أولا على مستوى علم الاجتماع بعد التحول الكبير الذي أحدثه التصنيع في الدول الغربية وظهور مجتمعات المدن الكبيرة وتعقد العلاقات الإجتماعية داخلها من خلال ظهور مشاكل متنوعة مثل النمو السكاني والبطالة والسكن والتموين والآفات الإجتماعية أما على مستوى نشاط البحث العلمي فإن العلوم الطبيعية خلال هذه الفترة حققت نزعة نوعية على مستوى تطور مناهجها وأساليب بحثها مما أثر على العلوم الإجتماعية في هذا الوقت ظهرت الدولة القومية في أوربا التي أصبحت تهتم أكثر بالبرمجة الصناعية والتخطيط الإجتماعي الشيء الذي شجع الروح العلمية التي تمتد أكثر بالحقائق والبيانات في شكل أرقام وانتشرت لغة الإحصاء في معالجة مشاكل. كل هذه العوامل سمحت للمثقفين الذين ازداد عددهم بفعل انتشار التعليم باستخدام أساليب البحث التجريبي المطبعة آنذاك في العلوم الطبيعية في بحث الظواهر الإجتماعية.
    4.    مجـال أبحـاث الإعـلام والاتصـال:
    ظاهرة الإعلام والاتصال كما رأينا سابقا هي نشاط إنساني واسع المجال حيث نجده مرتبطا بمختلف أوجه الحياة الخاصة للأفراد والمجتمعات وهي حاضرة في كل النشاطات الإنسانية وبالتالي علاقتها وثيقة بكل العلوم التي تبحث هذه النشاطات.
    إن ارتباط ظاهرة الإعلام والاتصال بالنشاطات المتنوعة بالإنسان والمجتمع جعلها موضع العديد من الإهتمامات العلمية أي موزعة على أكثر من تخصص علمي هذا جعل أبحاث الإعلام والاتصال تواجه صعوبات كبيرة تمثلت في الغموض المنهجي والنظري هذا الغموض تسبب في عدم امكانية تحديد مفهوم علمي لها على نحو يسمح للباحثين من تحديد موضوعاتها بصورة مستقلة وإيجاد المناهج والأدوات الخاصة بها.[2]
    بالرغم من الصعوبات المشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام والاتصال داخل المجتمعات في كل المجالات الحياتية منذ ظهورها حتى الآن هذا الدور الكبير أدى إلى ميلاد وعي متزايد بمشكلات وقضايا الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام وتجلى هذا الوعي في شكل اهتمام سلطات الدول بوسائل الاتصال الجماهيري بفعل الدور الكبير الذي تؤديه خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأيضا الترويج السلعي والخدماتي وهذا ما جعل السلطات العمومية تهتم بها كما تجلى أيضا الإهتمام بوسائل الإعلام والاتصال خلال الخمسينيات من القرن الماضي في تأسيس العديد من المعاهد والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث المتخصصة في الإعلام والاتصال وهذا إلى جانب الجهود البحثية التي بذلت على مستوى تخصصات علمية مثل العلم السياسي وما قام به لازويل
    من جهود أسفرت عن ميلاد أسلوب تحليل المضمون بمفهومه الكمي الحالي إلى جانب البحوث الإعلامية التي تناولت دراسة وسائل الإعلام والمجتمع مثلما قام به عالم النفس الإجتماعي بول لازار سفيلد PAUL LAZARSFELD منذ سنة 1933 التي ركز فيها على دراسة "الرأي العام وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية" وهذا إلى جانب الجهود التي بذلها كل من الباحثين كارل هوفلاند KARL HOFLEND الذي ينتمي إلى نفس التخصص والذي بحث "علاقة الاتصال بتغيير الاتجاهات داخل الجماعة و كرت لوين KURT LEWIN على مستوى بحث "التأثيرات التي تحدثها جماعة الضغط على تصرفات أعضائها"
    بالرغم من الفشل الذي منيت به أبحاث الإعلام والاتصال من حيث استقلالية مواضيعها وأدوات بحثها إلا أن الاهتمام الذي حظيت به وسائل الإعلام كما رأينا أدى إلى ميلاد أبحاث في مجال أبحاث الإعلام والاتصال وبالتالي حاول الباحثون تقديم تعريف شامل لما يحدث من موضوعات في الصدد المذكور كان كما يلي:
    إن الأبحاث الإعلامية هي الإطار الموضوعي الذي يضم العمليات في الإعلام والاتصال الجماهيري كما أنها تمثل الجهود المنظمة الحقيقية التي تستهدف البيانات والعمليات والنتائج الهامة والتفصيلية التي تستخدم كأساس لاتخاذ القرارات وتخطيط الجهود الإعلامية والاتصالية الفعالة.[3]
    كما أن مهمتها تبدأ قبل بداية الجهود الإعلامية وتستمر هذه الجهود وتقيس فعاليتها في كل خطوة أو موقف إعلامي أو اتصالي قياسا مرحليا شاملا.
    5.    اتجـاهـات أبحاث الإعلام والاتصال:
    توزع أبحاث الإعلام والاتصال على أكثر من علم أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات لأنه داخل كل علم من هذه العلوم ظهر اتجاه معين أو تيار محدد هذه الاتجاهات والتيارات كانت كالتالي:
    1/الاتجاه السياسي لأبحاث الإعلام والاتصال: ظهر هذا الاتجاه على يد الباحث الأمريكي هارولد لازويل منذ سنة 1930 حيث قام هذا الاتجاه على دراسة وسائل الإعلام في المجتمع من خلال تحليل ما تنشره وسائل الإعلام من مواضيع ومضامين لاستخدام تحليل المضمون بأسلوبه الكمي إلى جانب اهتمامه بدراسة القائمين بالاتصال من رجال السياسة وبكل ماله علاقة بالمواضيع السياسية ذات الصلة بوسائل الإعلام.
    2/الاتجاه السيكولوجي الإجتماعي: ظهر هذا الاتجاه في أحضان علم النفس الإجتماعي ورواده هم:بول لازار سفيلد و كرت لوين و كارل هوفلاند قام هذا الاتجاه على الدراسات القياسية الميدانية لآراء جماهير وسائل الإعلام خاصة آراء جمهور الراديو أو دراسة الاتصال داخل الجماعة أو الدراسات التي تناولت تغير الاتجاهات.
    1-التيـار الإصلاحـي: يهتم هذا التيار بالتنظيم والتكوين والسلطة على وسائل الإعلام وبكل ما له علاقة بالسياسة العامة لهذه الوسائل وهي الجوانب المأخوذة مباشرة من تقرير لجنة حرية الصحافة الأمريكية المشكلة سنة 1949 وكان مضمون تقرير هذه اللجنة وما تضمنه من نتائج محل اهتمام معاهد الإعلام.
    2-التيـار التـاريخـي: يشمل هذا التيار كل الدراسات التي قامت بالتأريخ لحياة رجال الصحافة والإعلام وقام به الباحث هارولد إينيس HAROLD INNIS وديفيد رايسمان DAVID RAISMAN
    3-التيـارالصحفـي:ظهر التيار الصحفي على مستوى معاهد الصحافة ومراكز أبحاث الاتصال التي ساعدت في نشاطها البحثي على وسائل الإعلام وعلى خصائص القائم بالاتصال مثل ما قام به الباحث ولبر شرام.
    4-التيـار الذي يدرس فلسفة اللغة والمعاني: اهتم هذا التيار بموضوعات نظرية المعلومات على الاتصال الإنساني وكانت هذه الدراسات محل اهتمام العديد من الباحثين المنتمين إلى تخصصات متعددة مثل الفلسفة والأنتروبولوجيا، اللغة، علم النفس، الرياضيات.....
    5-تيـار شبكـات الاتصال: يتخصص هذا التيار في دراسة موضوع البث الإعلامي عبر الجو منطلقا في ذلك المبدأ نظام التوزيع العصبي في جسم الإنسان.

    6.    أنـواع اتجـاهـات الإعـلام والاتصـال:
    لم يتفق الباحثون على تقسيم واحد لأبحاث الإعلام والاتصال وهذا لاعتماد كل باحث على أسس خاصة به في القيام بهذا التقسيم ومن هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات منها ما كان أساسها المجال الذي تناولته هذه الأبحاث مثل القول أبحاث اجتماعية ،أبحاث طبيعية ،أبحاث إنسانية
    أيضا من هذه التقسيمات ما كان أساسها الوسائل المستخدمة في إنجازها مثل القول أبحاث كمية وأبحاث نوعية ومنها ما كان أساسها المنهج المطبق في إجرائها وبالتالي توزعت هذه الأبحاث إلى تاريخية ، تجريبية ، إحصائية ، مسحية.......إلخ
    بالرغم من عدم الاتفاق المسجل إلا أن الباحثين لم يختلفوا في تصنيف البحث العلمي إلى ثلاث مستويات وفق ما قام به الباحث موريس دوفرجين MAURICE DUVERGER هذه المستويات هي كالتالي: المستوى الاستكشافي المستوى الوصفي والمستوى التفسيري.
    1.    الأبحـاث الاستكشـافيـة: التي تعرف أيضا بالأبحاث الاستطلاعية أو بالأبحاث الأولية التي يلجأ إليها الباحث لتذليل الصعوبات التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر أو التعرف عليها بصورة جيدة بعد استكشافها الغير الكامل كما نستخدم هذا النوع من الأبحاث في تحديد إشكالية البحث وأيضا في اختيار الفرضيات دون الذهاب إلى أكثر من ذلك وهي تكون في شكل إجابة على شكل سؤال واحد يتناول نقطة واحدة لا غير وبالتالي فإن بناءها الفني يتم بصورة مرنة لا يتطلب الكثير من الإجراءات البحثية أو التصميم الهيكلي المعقد أيضا الأبحاث الاستطلاعية لا تتطلب استخدام التساؤلات والفرضيات لكونها تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة على سؤال واحد وبالتالي لا يخشى الباحث الخروج عن مسار البحث.
    نستخدم الأبحاث الاستكشافية في مجالات العلوم التي تعاني عدم توفر الرصيد المعرفي ونحن على مستوى أبحاث الإعلام والاتصال نستخدم هذا النوع من الأبحاث بصورة كبيرة لأن أبحاث الإعلام والاتصال تعاني عدم وجود نظريات وقوانين تساعدنا في عملية البحث خاصة على مستوى صياغة الفرضيات.[4]
    2)الأبحـاث الـوصفيـة: بعد استكشاف الظاهرة تنتقل إلى وصفها أي التعرف على العناصر المكونة لها والعلاقات السائدة داخلها.الأبحاث الوصفية ضرورية لأنها تدرس الوضع الراهن للظاهرة دراسة تصويرية دقيقة أي أن الهدف الأول والأخير للأبحاث الوصفية هو جمع معلومات كافية ودقيقة عن الموضوع المدروس كما هو في الحيز الواقعي وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الدراسات الوصفية ليست مجرد معلومات عن الواقع المدروس بل هي أيضا عملية تصنيف هذه البيانات إلى عناصرها الرئيسية والفرعية وتفسيرها تفسيرا شاملا من أجل استخلاص النتائج في شكل دلالات تساعدنا على الوصول إلى تعميمات حول الموقف المدروس وبالتالي فإن تصميمها يتطلب عناية كبيرة من حيث البناء الهيكلي وجوانب التعبير عن البيانات حتى تكون تامة غير منقوصة ومن هنا كان المنهج المسحي والأساليب الكمية هي الأدوات التحليلية الأكثر ملائمة في هذه الدراسات لكونها أدوات تعتمد على المسح الدقيق للمعطيات والتعبير عن النتائج بطرق خاصة نستند فيها طرق القياس الكمي التي نقوم فيها بتسجيل المعطيات وعدها في المرحلة الأولى ثم اعتماد الطرق الإحصائية في تبويبها وتحليلها لاستخراج المؤشرات التي تحتويها.[5]

    3)أبحـاث العـلاقـات السببيـة بيـن المتغيـرات:
    يقوم هذا النوع من الأبحاث على اختبار علاقات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو الظواهر المختلفة وهي أبحاث تمثل مرحلة النضوج العلمي لأن الباحث لا يكتفي فيها باستكشاف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إلى أبعد من ذلك لدراسة العوامل التي أوجدتها على الشكل الذي هي عليه عملية دراسة أبحاث اختبار العلاقات السببية في الإعلام والاتصال عملية معقدة لأنها تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط الإنسان وحركة المجتمع وبالتالي تعدد العوامل المتحكمة في هذه الظواهر وتتشعب لدرجة يصعب العثور على العوامل المؤثرة في الظاهرة في الأبحاث السببية نستخدم الفرضيات التي نحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث حتى نضمن لأنفسنا إختيار التوجيه السليم من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلاقة بالبحث وإجراء التحليل وفق مساره الصحيح.
    إن تصميم الأبحاث الاستدلالية يتطلب دقة علمية متناهية من حيث تحديد الإشكالية بصورة دقيقة واضحة حتى يتمكن من ضبط ما هو في صدد البحث عنه على مستوى صياغة الفرضيات كما أن الباحث في تحقيقه للصياغة الدقيقة الواضحة للإشكالية يجب عليه اعتماد خطة علمية واضحة يتمكن من خلالها البرهنة بصورة واضحة على الفرضية التي وضعها مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق بأسلوب تحليلي واضح مقنع للقراء غير متناقض الطرح وبتقديم البراهين والأدلة العلمية الكفيلة بإبعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج المتوصل إليها نعتمد بصورة أساسية على المنهج التجريبي في إجراء هذا النوع من الدراسات لأنه يمكننا من التحكم في المتغيرات المدروسة أثناء اختبارها.[6]
      III.            مجالات وتخصصات علوم الإعلام والاتصال في العالم:
    1.    مجلات وتخصصات العلوم في الأمريكيتين:
    إن برنامج الاتصال ودراسات وسائل الإعلام الأكاديمي في الولايات المتحدة الأمريكية متعددة وغالبا ما تشمل مجموعة من الميادين الفرعية أوسع من البرامج المعتمدة في البلدان الأخرى، وخلافا لبقية دول العالم، فالاتصال أميل ليقتصر يشمل عادة بالإضافة إلى المجالات المهنية ذات الصلة فالاتصال يثمل عادة بالاضافة المجالات المتعلقة بوسائل الاعلام، مكونات كبيرة من الدراسات البلاغية والخطابية، الاتصال الشخصي والاتصال التنظيمي، وغيرها من الدراسات التي هي ليست معنية في المقام الأول بوسائل الاتصال وتدرس في الجامعات وفي أماكن أخرى تنضوي تحت تخصصات أخرى مثل اللسانيات وعلم النفس أو الإدارة.
    أما كندا فتتبع النمط الدولي عموما، مع بعض الاستثناءات الهامة، مثل دراسات الاتصال البلاغية والتنظيمية في جامعة مونتريال الكيبكية الفرنكفونية، ومن إسهامات الكندية في مجال الاتصال نجد تقليد نظرية الوسيلة التي نمت من خلال أعمال إنيس وماكلوهان.
    تم تأسيس كليات الصحافة في أمريكا اللاتينية بداية من عشريتي 1930 و1940 حيث إن أبحاث الاتصال بما في ذلك التأثيرات الأمريكية للدراسات الأمبريقية للاتصال الجماهيري وانتشار المبتكرات وكذا تأثيرات الدراسات النقدية حول مواضيع الامبريقية الثقافية والعولمة تطورت ببطء بدء من عشرية 1960 ولكن بسرعة أكبر في السنوات الأخيرة وتشمل جمعيات علماء الاتصال النشطة حاليا في أمريكا اللاتينية.[7]
    2.    مجلات وتخصصات العلوم في أوروبا وأسيا:
    إن أقدم التقاليد الفكرية التي استمدت منها نظرية الاتصال الحديثة نشأت في أوروبا كما حدث مع بعض مجالات البحوث الاتصالية الحديثة ومع ذلك لم تعرف أبحاث الاتصال انطلاقتها الحقيقية كمجال أكاديمي منظم في أوروبا الغربية حتى عشرية 1970 وفي أوروبا الشرقية وروسيا في عشرية 1990
    لقد تأثر ابحاث الاتصال في أوروبا الغربية خلال عشرية 1960 في المقام الأول بالدراسات العلمية الاجتماعية الامبريقية الأمريكية المتعلقة بمحتويات الاتصال الجماهيري وآثاره ولكن لوحظ تدفق عكسي مهم من أوروبا إلى أمريكا في مجالات النظرية النقدية، والاقتصاد السياسي لوسيلة الإعلام والدراسات النقدية للثقافة الشعبية وعلى الرفم من هذه التأثيرات الهامة المتبادلة بين أوروبا والولايات المتحدة فقد ساهمت الاختلافات بين الدول الاوروبية وبين اوروبا ككل والولايات المتحدة بسبب اختلاف وسائل الاعلام والنظم السياسية والاهتمامات السياسية واللغات والتقاليد الأكاديمية في تشكيل مجال الاتصال في اوروبا الغربية.
    إن مجال الاتصال الذي يركز في المقام الأول على وسائل الإعلام والقضايا المرتيطة بها نما نموا سريعا في أوروبا الوسطى والشرقية وروسيا منذ 1990 . قبيل الحرب العالمية الثانية كانت البدايات الاولى لأبحاث الاتصال عبر العديد من التخصصات واستمرت في التطور.
    تعتبر برامج دراسات وسائل الإعلام والصحافة والاتصال متطورة في منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي وخاصة في هونغ كونغ وبصرف النظر عن المواضيع المشتركة المطورة هناك التركيز بشكل خاص على الصحافة العلاقات العامة ودراسات وسائل الإعلام .
    3.    مجلات وتخصصات العلوم في الوطن العربي:
    فتحت جامعة القاهرة أبوابها لعلوم الإعلام والاتصال مابين 1939-1940 فيما نشأ أول معهد عربي لتدريس الأكاديمي للإعلام والصحافة تابع لكلية الأدب وكان تحت إسم معهد التحرير والترجمة والصحافة تدوم الدراسة فيه سنتين  وفي عام 1954 أنشأة كلية الأدب بجامعة القاهرة قسما لصحافة يحل محل المعهد السابق  وصار هدا القسم لا يقبل إلا الطلاب خرجي الثانوية العامة ليمنحهم بعد 4 سنوات شهادة ليسانس حيث تحول في نهاية سنة 1975 إلى كلية الإعلام مستقل بذاتها.[8]


    4.    مجالات وتخصصات العلوم في الجزائر:
    ظهرت الدراسات العليا للصحافة في الجزائر عام 1964 ومعهد الصحافة وعلوم الأخبار عام 1976 وتعتبر جامعة الجزائر الأولى التي فتحت أبوابها لعلوم الإعلام والإتصال دون مقدمات ولا مراحل فبمجرد الإستقلال أنشأت مدرسة وطنية عليا لصحافة عام 1964 وكانت تمنح شهادة معادلة لشهادة اليسانس بعد نهاية دراسة مكثفة لمدة ثلاث سنوات وبعد 12سنة أدرجت المدرسة مع معهد العلوم السياسية يشكلان معا معهد العلوم السياسية والإخبار سنة 1976[9]



    الخاتمة:
    عرف التعليم في الاتصال نموا سريعا وتعزيزا مؤسساتيا كتخصص أكاديمي في النصف الثاني من القرن العشرين، فتطورت دراسات الاتصال ووسائل الإعلام بشكل متفاوت حسب العديد من المصادر المختلفة فقد تشكل مجال الاتصال من التقارب الجزئي لتخصصات ومجالات مختلفة والتي تتقاطع بطرق معقدة وكلها بطريقة أو بأخرى ذات صلة بظاهرة الاتصال ولكن لم يتم دمجها لحد الآن بإحكام كجسم فكري متماسك وبالتالي فإن التنوع الواضح للتعليم والبحث في الاتصال لا يعتبر تطورا حديثا ولكنه ميز مجال الاتصال طوال تاريخه.



    [1] فضيل دليو: مدخل إلى الإعلام والاتصال المفاهيم والنماذج والأنظمة، منشورات ألفا للوثائق، الجزائر، ط 1، 2018، ص 13-14.
    [2] بسيوني إبراهيم حمادة: اتجاهات عالمية حديثة في بحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، دبي، مطابع البيان، 2003 ، ص152.
    [3] أديب خضور: الإعلام العربي على أبواب القرن الحادي والعشرين، دمشق، سلسلة المكتبة الإعلامية، ط2، 2008 ،  ص25.
    [4] شريف اللبان و هشام المقصود: مقدمة في مناهج البحث الإعلامي، القاهرة، الدار العربية للنشر والتوزيع، 2008 ، ص 204.
    [5] بسيوني إبراهيم حمادة: دراسات في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال والرأي العام، القاهرة، عالم الكتب،2008 ، ص221.
    [6] شريف درويش و د. هشام عطية مقصود، مقدمة في مناهج البحث الاعلامي، القاهرة، الدار العربية للنشر والتوزيع، 2008، ص 146 ،.
    [7]  فضيل دليو: مرجع سبق ذكره، ص 61-62.
    [8] فضيل دليو: مرجع سبق ذكره، ص 68.
    [9] فضيل دليو: مرجع سبق ذكره، ص 63-65. 67-68.

    شارك المقال
    مدونة علوم الاعلام والاتصال
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة علوم الاعلام والاتصال .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق