شبكات الاتصال التنظيمي

المقدمة:
عندما يتصل الأفراد داخل المنظمة بعضهم بالآخر ينمو نوع
من النظام الاتصالي حيث يتحدد من يتكلم مع من، وهنا يساهم الموقع الوظيفي للفرد في
تحديد دوره وكذلك موقعه على النظام الاتصالي وعلى شبكة الاتصال فيحتل بعض الأفراد
أدوارا مركزية، ويحتاج الأفراد الذين يحتلون مواقع مركزية مهارات للتعامل مع ما
لديهم من معلومات والعمل على توزيع ما يناسب منها للأشخاص المناسبين بالوقت
المناسب وبشكل دقيق وكامل.
كما ينظر للتنظيم الإداري على أنه شبكة معقدة من العلاقات
المتداخلة بين الأفراد، وتنعكس تلك العلاقات أيضا على وجود شبكات متعددة أو طرق كثيرة
للاتصال بين أعضاء التنظيم، أي أن هناك طرق متعددة لترتيب عملية انتقال الرسائل الاتصالية
بين أرجاء التنظيم المختلفة.
I.
مدخل
مفاهيمي:
1. مفهوم الإتصال التنظيمي:
يعد الإتصال وسيلة هادفة
من الوسائل الرئيسية التي تستخدمها المنظمة في تحقيق أهدافها إذ أن كافة الأفراد العاملين في المنظمة
يتعاملون مع بعضهم من خلال وسائل الإتصال
المختلفة من أجل تسيير كافة الأنشطة المراد تحقيقها، إذ
أن الإتصال بمثابة الوسيلة الاجتماعية التي يحقق
من خلالها الأفراد سبل التفاهم والتفاعل البناء في إطار تحقيق الأهداف المبتغى إنجازها.
" والاتصال التنظيمي هو ذلك الإتصال المتواجد
في المؤسسة، وينحدر من السلطات ويشارك في تسيير الأفراد،
بمعنى على التأثير في دافعية الأفراد والتماسك الاجتماعي
للمؤسسة، وتستعمل في هذه الإتصالات العديد من الوسائل كالسجلات
الداخلية ولوائح الإعلانات"[1]
تعريف الهواري : هو عملية
يتم عن طريقها إيصال معلومات ( من أي نوع) من أي عضو في الهيكل التنظيمي
إلى عضو آخر بقصد إحداث تغيير.
كما يعرفه حنفي: بأنه
نقل المعلومات والأفكار بصفة مستمرة بين الأفراد و بين بعضهم البعض في كل المستويات
التنظيمية بين المديرين التنظيمين وبين الإدارة العليا وبين الموظفين والمشرفين
أي هي شبكة تربط كل أعضاء التنظيم.
ويعرف الاتصال التنظيمي بأنه الاتصال الذي يتم بين الأفراد
داخل أي مؤسسة ودراسة العلاقة التي تنظم قيامهم بالأعمال المنوطة بهم من خلال النظام
المعمول به داخل كل مؤسسة ويختلف الاتصال التنظيمي عن الاتصال بشكل عام كونه يتم داخل
المؤسسة لتنظيم العلاقات بين العمال وتمكينهم من القيام بمهامهم.[2]
2.
مفهوم شبكات الاتصال:
شبكات الاتصال هي النموذج الذي يتشكل منه خلاله الاتصال بين
الأعضاء في المجموعة، لقد أكتشف الباحثون في مجال الديناميكية المجموعات الصغيرة
العديد من الأشكال لشبكات الاتصال على سبيل المثال توجد خمسة أنواع من شبكات
الاتصال بين أعضاء المجموعة التي تتكون من خمسة أفراد
عندما يتصل الأفراد داخل المنظمة بعضهم بالآخر ينمو نوع
من النظام الاتصالي حيث يتحدد من يتكلم مع من، وهنا يساهم الموقع الوظيفي للفرد في
تحديد دوره وكذلك موقعه على النظام الاتصالي وعلى شبكة الاتصال فيحتل بعض الأفراد
أدوارا مركزية كالدور الذي يحتله الشخص أ في نموذج الدولاب مما يجعله يتطلب منه
استقبال أكثر مما يستقبله الأفراد الآخرون على الشبكة ومعالجتها ويحتاج الأفراد
الذين يحتلون مواقع مركزية مهارات للتعامل مع ما لديهم من معلومات والعمل على
توزيع ما يناسب منها للأشخاص المناسبين بالوقت المناسب وبشكل دقيق وكامل.
II.
السمات الخاصة بأفراد الشبكة
وقد بينت بحوث الشبكات وجود سمات مختلفة للأدوار التي
يقوم بها الأفراد على طول الشبكة وسنعرض لسبعة من هذه الأدوار كما يلي:
1- عضو الزمرة:
الزمرة هي جماعة من الأشخاص تتم نصف اتصالاتها بين بعضهم
البعض وقد حدد فيريس Farace وآخرون الزمرة إذ ذكروا : إذا كانت نصف
اتصالات الأعضاء مع بعضهم البعض وكان كل عضو فيها مرتبطا بالأعضاء الآخرين وإذا
تهشمت الزمرة وإذا ما أهمل أحد أعضائها أو ألغيت أحد خطوط الاتصال فيها، تكون هذه
هي الزمرة.
ولكن هل من الضروري أن يكون أعضاء الزمرة مرتبطين بعضهم
بالبعض الآخر من حيث المكان أيضا؟ أي الجلوس في مكاتب متجاورة والعمل في ذات القسم
الإداري.[3]
للإجابة على هذا السؤال لا بد أن نشير إلى أن بحوث
الجماعة الصغيرة بينت كما يشير إلى ذلك سومر أن الأشخاص يتفاعلون مع الأفراد الذين
يشاهدونهم أمامهم.
كما أن البيئة قد تمنع ظهور بعض نماذج الاتصال إلا أن
المؤكد هو أن أغلب أعضاء الزمرة قريبون بعضهم للبعض ضمن الهيكل التنظيمي للمنظمة
بحيث تتشابه أنظمة اتصالهم الرسمية وغير الرسمية.
أحد شروط عضوية الزمرة هي قدرة الفرد على تحقيق الاتصال
مع الآخرين حتى بالوسائل غير المباشرة، وقد بين بيرد تأثير اتجاهات الأفراد نحو
اختيار الوسائل للإقامة العلاقات فذكر أننا ولأجل الاتصال بمن نحب، عادة ما نستخدم
أكثر الوسائل المباشرة المتوفرة وهو الاتصال المواجهي حتى لو تطلب ذلك الانتقال
لمسافة بعيدة فالمكالمات الهاتفية أصبحت مكلفة، كما أننا نتفادى الاتصال المواجهي
مع من لا نحب وعمد بدلا من ذلك إلى الاتصال التحريري أو ارسال الرسائل عبر
الوسطاء، ومن الواضح هنا أن المباشرة هي الحالة التي تتطلب زيادة الحوافز الحسية
بين فردين وهكذا فالاتصال المواجهي هو الاتصال الأكثر مباشرة في حين أن الرسائل
والنقل اتصال أقل مباشرة.
ومن المرجح أن الزمرة تتضمن أفرادا:
·
ظروفهم البيئية (المكاتب) وطبيعة ترتيبات العمل تتيح لهم
الاتصال بعضهم بالبعض الآخر.
·
يعجب أحدهم بالآخر.
·
يجد الرضا في الاتصال المباشر معه.
هذه الشروط الثلاثة تبين أن الزمرة تشمل أفرادا لديهم
أسباب رسمية وغير رسمية للاتصال فيما بينهم.
2- المعزول:
ذكرنا أن أعضاء الزمرة هم الأفراد الذين تتم نصف اتصالاتهم
بين بعضهم البعض، وبالتالي فالمعزولون هم الذين تكون مجموع اتصالاتهم بين بعضهم
البعض أقل من ذلك أو لا يتصلون إطلاقا بأعضاء الجماعة الآخرين.[4]
والعزل مفهوم نسبي يجب علينا أن نحدده في كل مرة نقوم
بها بتحليل شبكة الاتصالات، فالشبكات عادة ما يتم تحديدها وفقا لمضمون الرسائل
وهكذا فمن الممكن بالنسبة لعضو المنظمة أن يكون معزولا في شبكة الاتصالات الحكومية
مع المنظمة إلا أنه عضو مركزي عندما يتعلق الأمر برسائل الإدارة الداخلية لقسم من
أقسام المنظمة، وبعض من أعضاء المنظمة نجدهم معزولين عندما يدور الأمر حول الحياة
الشخصية للعاملين الآخرين إلا أنهم أعضاء زمرة لامعون عندما عندما يدور الأمر حول
التغيرات في سياسة المنظمة وإجراءاتها.
وقد لخص جولهابر سمات المعزول بالآتي:
1- أقل ثقة في ذاته.
2- لا تحفزه
الإنجازات كثيرا.
3- أقل رغبة في
التفاعل مع الآخرين.
4- أقل شبابا وخبرة
بالنظام.
5- قليلا ما يحتل
المعزول مواقع سلطوية في المنظمة.
6- يميل لاحتفاظ
بالمعلومات ويعرقل تدفقها.
7- أقل رضا عن
النظام.
8- يهتم بإغلاق
النظام الاتصالي عليه فقط.
3- الجسر:
الجسر هو عضو الجماعة ذو الاتصالات الكثيرة داخلها والذي
يملك في نفس الوقت اتصالات مع عضو من جماعة أخرى، ويقوم بالاتصال المباشر بين
الجماعتين، ويرى فيريس أن تشويه الرسائل وتحريفها سيزداد إذا ما كانت الاتصالات
بين الجماعات تتم عبر الجسر.
والجسر كناقل وكشخص مركزي يتأثر بكل العوامل التي تقود
إلى فقدان المعلومات وتلفها وتشويهها وتحريفها.[5]
4- رجل الارتباط:
رجل الارتباط هو الشخص الذي يربط بين جماعتين إلا أنه
ليس عضوا في أي منهما ويلعب وبشكل واضح دور ناقل المعلومات في شبكة الاتصال، فهو
الذي يربط بين وحدات المنظمة وتمر عبره الكثير من المعلومات، ومتى كان هذا في
المنظمة فستعاني كثيرا أما إذا كان كفوا فسيميل أي تسهيل عملية تدفق المعلومات في
كامل المنظمة.
وتشير كافة الدلائل إلى أهمية دور رجل الارتباط في عمل
المنظمة بشكل كفء فهو الذي يستطيع تسهيل تدفق الاتصال فيها أو منعه وعرقلته، حيث
يرى عدد من الباحثين أن هذا الدور يجب استحداثه بشكل رسمي في المنظمة إذا كان غير
موجود فيها،
إلا أن الدور الحاسم لرجال الارتباط ينبع من السمات
الشخصية الخاصة بكل منهم كما ينج من دور الناقل الذي يقومون به على شبكة الاتصال.
أولا – السمات الموضوعية لرجال الارتباط:
-
رجال الارتباط منسجمون مع أنفسهم ومع من يتحدثون إليه
حول هوية اتصالاتهم، أكثر من انسجام الآخرين من غير رجال الارتباط.
-
أكثر استعدادا للعمل كمصادر أولية للمعلومات من غيرهم من
أعضاء المنظمة.
-
يشغل رجل الارتباط مواقع رسمية أعلى في المنظمة.
-
مضى على وجودهم في المنظمة فترة زمنية أطول من غيرهم.
-
مستواهم الدراسي وأعمارهم متقاربة مع الآخرين.
ثانيا - كيف
يدرك رجل الارتباط أنفسهم:
-
لديهم كم كبير من الاتصالات داخل المنظمة.
-
لديهم كم كبير من المعلومات فيما يتعلق بأبعاد الاتصال
الذي يدور حول دورهم.
-
مساهمتهم بالنظام الاتصالي أكثر انفتاحا، ينظرون
للمعلومات بأنها آنية وأكثر قابلية للتصديق، وأكثر فائدة للنظام الاتصالي.
-
لهم تأثير أكبر داخل المنظمة.[6]
ثالثا – كيف يدرك الآخرون رجال الارتباط:
-
يملكون عددا أكبر من الاتصالات داخل المنظمة.
-
يحتلون مجالا أوسع داخل البناء التنظيمي للمنظمة.
-
لديهم معلومات أكثر حول محتوى الشبكة الاتصالية.
-
لديهم سيطرة أكبر على تدفق المعلومات في المنظمة.
-
لهم تأثير أكبر حول بناء السلطة داخل المنظمة.
-
أكثر كفاءة في القيام بأنشطتهم التنظيمية.
5- حارس البوابة:
تعني حراسة البوابة السيطرة على جزء استراتيجي من القناة
بحيث يملك حارس البوابة سلطة اتخاذ القرار حول ما إذا كان ما وصله عبر القناة
سيقوم بنقله للجماعة أو المجتمع أم لا.
وفي شبكة الاتصال التنظيمي فحارس البوابة هو الشخص الذي
يحتل على الشبكة موقعا يتيح له ممارسة السيطرة واتخاذ القرار حول ما إذا كانت
الرسالة ستنشر خلال النظام الاتصالي أم لا.
وحارس البوابة هو أكثر من يمكن مشاهدته والإحساس بوجوده
في شبكة الاتصال المتسلسل، إذ يمكنه في هذه الشبكة السيطرة على المعلومات والرسائل
في كل حلقة من حلقاتها وكل وصلة من وصلاتها وحيث يستطيع كل ناقل للمعلومات في هذه
السلسلة أن يكون حارسا للبوابة.
6- قادة الرأي:
على العكس من القادة الرسميين الذين يمارسون السلطة في
المنظمة استنادا إلى سلطة الوظيفة التي يشغلونها، هناك أفراد آخرون لا يملكون سلطة
أو موقعا رسميا داخل المنظمة، إلا أنهم يقودون الرأي ويؤثرون في القرارات، هؤلاء
هم قادة الرأي يقصدهم الآخرون بسبب أرائهم وتأثيرهم وهم أفراد مطلعون يثق الآخرون
بسعة إطلاعهم ويصف كاتس ولزرسفيلد قادة الرأي بأهم شكل من أشكال القيادة غير
المرئية وغير الواضحة على مستوى الاتصالات الشخصية الاعتيادية اليومية العلنية غير
الرسمية.
وحدد بيس سمات قادة الرأي بالآتي:
1- قادة الرأي من
ذوي الأعمار المتوسطة فهم ليسوا شبابا ولا شيوخا.
2- تقل الإشارة إلى
النساء باعتبارهن قادة رأي في الأمور العامة.
3- قادة الرأي هم في
العادة من السكان المقيمين إقامة دائمة وهم أعضاء في عدد من المنظمات الاجتماعية.[7]
7- العالميون أو
الامميون:
العالمي أو الأممي هو الذي يشعر بانتمائه للعالم كله
والمتحرر من الآراء والأفكار والنعرات المحلية والإقليمية والقومية ومن التعصب ومن
مصادرة آراء الآخرين، وهو الفرد الذي يرتبط بالعالم الخارجي كما يرتبط بأفراد خارج
المنظمة ويربط أعضاء المنظمة مع أفراد ووحدات خارج حدود البناء التنظيمي للمنظمة،
وبشكل عام فأعضاء المنظمات الذين يسافرون كثيرا أو الناشطون في الجمعيات المهنية
والذين يقراون المطبوعات الإقليمية والقومية ميالون لأن يكونوا أكثر عالمية
ويملكون اتصالات أكثر من مصادر خارج منظماتهم ويعملون كقنوات لدخول الأفكار
الجديدة للمنظمة.[8]
III.
أنواع شبكات الاتصال
تأخذ الاتصالات الإدارية في المؤسسة بأنماطها المتعددة أشكالا
مختلفة، يعرفها الكثير من الباحثين المختصين في مجال الإدارة والتنظيم بشبكات الاتصال،
والتي ظهرت بعد أن أصبح الاتصال نظاما اجتماعيا معقدا.
"وتمثل شبكة الاتصال مجموعة من الأفراد تتولى كل ما يتعلق بجمع
وتنسيق وتوزيع المعلومات بهدف المساعدة في حل المشاكل القائمة والطارئة".
ويتكون هذا النظام من شبكات الاتصال على مستوى الجماعات صغيرة
الحجم، وشبكة اتصال أكبر على مستوى المنظمة، وتخدم شبكات الاتصال هذه في تدفق المعلومات
وأيضا تخدم الهيكل التنظيمي، كما تخدم أيضا نماذج الاتصال على مستوى التقريب بين المعتقدات
الثقافية، ونظام القيم مما يساعد المنظمة على العمل بفعالية خاصة في المنظمات المتعددة
الجنسيات، حيث يشمل العديد من الثقافات المختلفة التي يقرب الاتصال الفعال فيما بينها.
وفي ضوء الأبحاث والدراسات التجريبية العديدة التي تناولت
موضوع الاتصال في المنظمة، وأهميته في صنع واتخاذ القرارات، يمكن أن نصنف شبكات الاتصال
على النحو التالي:
أ- شبكة اتصال العجلة:
تتمحور الاتصالات وتتدفق المعلومات في هذه الشبكة حول شخص
واحد، وهو القائد أو المدير، يتصل من قمة الهرم التنظيمي مباشرة بالمرؤوسين دون وسطاء،
يتمثل هذا النوع من الاتصال في إصدار الأوامر والتوجيهات، ويكون الاتصال في ممر واحد،
والأفراد في نهاية كل حديث لا يمكنهم أن يتصلوا بعضهم البعض اتصالا مباشرا، ولكن اتصالهم
يكون من خلال الفرد الموجود في المحور -المدير- كما يوضحه الشكل لشبكة اتصال العجلة:[9]
ب- شبكة اتصال السلسلة:
ويمثل هذا النمط من الاتصال، إمكانية الرئيس بالاتصال بالمرؤوسين
–مساعديه- حيث أن كل مساعد يستطيع أن يتصل بشخص واحد، ويصلح هذا النوع من الاتصال في
المنظمات الصغيرة الحجم، حيث يستطيع الرئيس -المدير- بالاتصال بمساعديه أو مرؤوسيه
بصورة مباشرة، وسريعة حينما يكون عددهم محددا عادة .
ج- شبكة الاتصال الدائري:
ويطلق عادة على هذا النوع من الاتصال، بالاتصال شبه التام
-الكامل- إذ يستطيع الرئيس (المدير) أن يتصل بمساعدين اثنين، وكل مساعد يستطيع الاتصال
بشخص واحد، وهؤلاء أيضا قادرون على الاتصال مع بعضهم البعض وهكذا، والشكل التالي يوضح
ذلك:[10]
د- شبكة الاتصال العنقودي:
ويمثل هذا النمط من الاتصال إمكانية الرئيس -المدير- الاتصال
بأربعة أشخاص آخرين، إلا أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الاتصال ببعضهم البعض بصورة
مباشرة، إذ أن المدير -الرئيس- يتصل بمساعده، والمدير نفسه لا يستطيع الاتصال بأي من
المرؤوسين إلا من خلال مساعده الذي يشكل بالنسبة للمدير عنق الزجاجة في فعالية الاتصال،
والشكل يوضح ذلك:
ه- شبكة الاتصال النجمي (على شكل نجمة)
يمثل هذا النوع من الاتصال أكثر لأنواع السائدة مثالية في
تحقيق سبل الاتصال بين الأفراد والجماعات إذ أن هذا النمط من الاتصال يفترض أن جميع
العاملين في المنظمة يتمتعون بقوة متساوية في الاتصال مع باقي الأعضاء، وأن المعلومات
المتوفرة، لأي منهم تتوفر عادة لجميع الأعضاء الآخرين في التنظيم، ولذلك فإن هذا النمط
من الاتصال يتسم بالديمقراطية المطلقة في الاتصال بين مختلف الأفراد العاملين في المنظمة
وأكثر فعالية في تحقيق الأهداف قياسا بأنماط الاتصالات الأخرى.[11]
وكما ذكرنا ففي هذه الشبكة يتصل أعضاء المجموعة مع بعضهم
دون قيود، بحيث تحدث خطوط اتصالات متعددة بشكل مباشر بين المرؤوسين ب،ج،د،ه، والرئيس
الأعلى المباشر -أ- أو بشكل غير مباشر، عن طريق الرؤساء المباشرين (ب)، (ج) للمرؤوسين
(د)، (ه)، أو فيما بين الجماعة، بصرف النظر عن مراكزهم، فتكون بذلك شبكة الاتصال تربط
بين جميع أفراد المجموعة كما يوضحه الشكل: شبكة الاتصال النجمي.
لقد أجريت بعض الدراسات والتجارب على الأنماط المختلفة للتعرف
على الحالات والظروف التي
يصلح لها ويناسبها كل نمط ومن أهم نتائج هذه الدراسات:
1. الاتصال ذو المستويين أو العجلة هو الأكثر فاعلية أي الأسرع والأكثر
كفاءة لإنجاز العمل، ويفيد في معالجة المشكلات والمهام الواضحة المباشرة والروتينية
التي تحتاج إلى أدنى قدر من المعلومات والأفكار.
2. أما بالنسبة للمشكلات والمهام الصعبة والمعقدة مثل اتخاذ قرار مهم
بشأن إستراتيجية المنظمة، وجد أن الاتصال المفتوح في جميع القنوات هو الأفضل، فهذه
المشكلات تقتضي مزيدا من المعلومات والأفكار والتحليل، كما تسمح بمستويات أكبر من التفاعل
والمشاركة مما يزيد من جودة المعلومات ومن ثم جودة القرارات، ولا يستطيع الشخص المحوري
في نمط العجلة التعامل مع هذه المعلومات الغزيرة.[12]
على المدير أن يتذكر ويعي بأن لكل نمط مزاياه وسلبياته والمدير
الجيد هو الذي لا يعتمد على نمط واحد في جميع الظروف، كما أنه لا يستخدمها جميعها في
وقت واحد، وأن درايته ومعرفته بشبكات الاتصال البديلة، تمكنه من تطوير شبكات الاتصال
المناسبة و الموجه بطريقة إيجابية إلى تنفيذ الواجبات التنظيمية، وعلى ذلك فالهيكل
الذي تم اختياره و تطبيقه سوف يلعب دورا هاما في تحديد أنماط التفاعل بين الأفراد داخل
التنظيم.
IV.
محددات ومناحي اختيار الشبكة:
في الأخير نجد أنه لا يوجد شبكة مثالية يمكن تطبيقها في كافة
أنواع المنظمات بل يتحدد الاختيار
بين الشبكات في بكل منظمة في ضوء العديد من المحددات الأساسية
مثل :
Ø
ظروف التنظيم.
Ø
سلوك الأفراد و خصائصهم.
Ø
نوعية البيانات و المعلومات المتوفرة و المطلوبة.
كما أن اختيار هيكل الاتصال المناسب يمكننا من تفهم النواحي
التالية:
Ø
أن طريقة الاتصال المتبعة في نقل الرسائل تؤثر بشكل واضح
في دقة المعلومات التي تحتويها الرسائل.
Ø
تنعكس طريقة الاتصال المطبقة في المنظمة على طريقة ومستوى
أداء الأفراد لواجباتهم.
Ø
تؤثر طريقة الاتصال على مستوى رضا الأفراد على وظائفهم.[13]
الخاتمة:
لقد تباينت الآراء والمفاهيم بشأن تحديد مفهوم دقيق وواضح
للاتصال بين مختلف الباحثين والمفكرين والمختصين، إلا أن هناك إجماع شامل حول أهميته
في المنظمة، إذ أن معظم الدراسات والأبحاث العلمية تشير أنه يشكل أكثر من 75 % من الأنشطة
الجارية في المنظمة.
حيث تعتبر الاتصالات بمثابة الدم الذي يجري في عروق التنظيم، فيبث فيه الحياة
والحيوية والنشاط، فالاتصال إذن وسيلة وليست غاية يساعد أعضاء المنظمة على تحقيق أهدافهم
إن كانت شخصية أو أهداف المنظمة ككل.
المراجع:
[1] خضير
كاضم محمود: السلوك التنظيمي، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2002، ص 116.
[2] رويم
فائزة ومهيري بلخير: معيقات الاتصال التنظيمي في المؤسسات المهنية، مجلة العلوم
الانسانية والاجتماعية، جامعة ورقلة الجزائر، ص 285.
[3] محمد الشريف شريط: الاتصال
التنظيمي، دار الكتاب الجامعي، العي الإمارات العربية المتحدة، ط2، 2014، ص 100.
[4] محمد الشريف شريط: مرجع سبق ذكره، ص 101.
[5] محمد الشريف شريط: مرجع سبق ذكره، ص 102.
[6] محمد الشريف شريط: مرجع سبق ذكره، ص 103-104.
[7] محمد الشريف شريط: مرجع سبق ذكره، ص 105-108.
[8] محمد الشريف شريط: مرجع سبق ذكره، ص 109.
[9] محمد
إبراهيم الدعبيس: الاتصال والسلوك الانساني، سلسلة 18، البيطاش للنشر والتوزيع،
الاسكندرية، 1999، ص 297.
[10] محمد إبراهيم الدعبيس: مرجع سبق ذكره، ص 298.
[11] محمد إبراهيم الدعبيس: مرجع سبق ذكره، ص 299-300.
[12] محمد
إبراهيم الدعبيس: مرجع سبق ذكره، ص 300-301.
[13] ناصر قاسمي: الاتصال في المؤسسة دراسة نظرية وتطبيقية،
ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2011، ص 23-25.
تعليقات: 0
إرسال تعليق