-->

أفاق تطور وسائل الاتصال والاعلام



    أفاق وسائل الاتصال والاعلام 

    ماهية مجتمع المعلومات:

    تعريفه: مجتمع المعلومات هو البديل الجديد للمجتمع الصناعي وهو يعتمد على اقتصاد المعلومات وعلى نظام هائل ومعقد داخل الدول الصناعية فيما بينها وهو يقوم على التسهيلات التي أتاحتها التكنولوجيا وتكمن طاقته في القدرة على جمع المعلومات وتصنيفها وتخزينها واسترجاعها وبثها بأكبر كميات ممكنة ولأكبر عدد من الأفراد في أقل وقت ممكن مهما كانت المسافة.

    - معايير مجتمع المعلومات:

    تتمثل معايير المجتمع المعلوماتي في قياسات يمكن من خلالها التنبؤ بدخول المجتمع أو تحوله،أو تطوره إلى مجتمع معلوماتي ويمكن النظر إلى تكوين البنية التحتية المعلوماتية للمجتمع ومدى نضوج هذه البنية كمؤشر على كون المجتمع مجتمع معلوماتي ،ومن أساليب قياس معلومات المجتمع عدد الحاسبات أو عدد خادمات الأنترنت أو عدد المشتركين ونسبة مساهمة المعلومات في إجمال الدخل القومي وتوزيع العمالة على القطاعات الاقتصادية الرئيسية..الخ
    وقد بدأ اعتماد البعد التقني كأساس لقياس التنمية. وبناءا على دراسات لباحثين أمريكيين ويابانيين استخلص وليام مارتين 5 معايير للمجتمع المعلوماتي هي:
    المعيار التقني: ويتمثل المعيار التقني الاعتماد المتزايد على المعلومات كمصدر للعمل والثورة والبنية التحتية والاعتماد المتزايد والكبير على التقنية وخاصة تقنيات المعلومات.
    المعيار الإجتماعي: تبرز أهمية المعلومات في تحسين شروط الحياة ونشر استخدام الحاسب والاستفادة من المعلومات وتوظيفها في شتى النشاطات الإنسانية وتلعب المعلومات دورا مهما في التنمية البشرية الشاملة(التعليم الصحة الغذاء محاربة المرض..)
    المعيار الإقتصادي: ويركز على دور المعلومات في الاقتصاد بحيث يصبح الاقتصاد اقتصاد معلومات وتزداد التجارة الإلكترونية كمؤشر على ذلك وتصبح المعلومات مصدر ثروة وسلعة ومصدر اقتصاد مهم وتكوين فرص عمل جديدة حيث برز الاقتصاد الإلكتروني والعملة الإلكترونية والتحويل الإلكتروني والأعمال الإلكترونية أنه باختصار اقتصاد المعلومات أي الإقتصاد المتجدد.
    المعيار السياسي: ويركز على زيادة وعي الناس بأهمية المعلومات في اتخاذ القرارات ومشاركتهم في صنع القرار السياسي واستخدام المعلومات في الاقتراع والتصويت والانتخاب وزيادة الوعي الاجتماعي من خلال جماعات النقاش التي تتجاوز الحدود الوطنية وتكوين جماعات ضغط سياسي.
    المعيار الثقافي: ويتمثل في الاعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات، مثل احترام الملكية الذهنية،والحرص على حرمة البيانات الشخصية وترويج هذه القيم للصالح القومي وصالح الأفراد.[1]

    خصائص مجتمع المعلومات:

    لكل نمط من المجتمعات خصائصه الإجتماعية، والإقتصادية، والسياسية التي تميزه، ومجتمع المعلومات على غرار كل المجتمع، ينفرد بمجموعة من الخصائص التي يمكن تحديد أهمها فيما يلي:
    -         عصر المعلومات عصر أمريكي،حيث يساهم الإقتصاد الأمريكي ب 26 % من الناتج المحلي، الإجمالي، العالمي، وأن غالبية أدوات المعلومات هي أدوات أمريكية مثل الحاسب و الأنترنت والأجهزة الرقمية الشخصية،ولغة عصر المعلومات هي الإنجليزية، ويتسم عصر المعلومات في سمات هي:
    - تغيرات كمية في مقدار المعلومات المتدفقة ونوعيتها.
    - إرسال المعلومات للعديد من الأطراف.
    -         إنشاء الشبكات: في مجال تراكم المعرفة الكمي والنوعي،وهذه الشبكات توفر التواصل من خلال البريد الإلكتروني، والإتصالات..
    ومن خلالها يتم تبادل المعلومات بين الأطراف بشكل سريع جدا دون المرور بالبيروقراطية.
    ويمكن أن نجمل خصائص مجتمع المعلومات في الخصائص التقنية، الخصائص الإجتماعية،الخصائص الثقافية، الخصائص السياسية، الخصائص الإقتصادية، والخصائص الأمنية.[2]

    سمات صحافة عصر المعلومات:

    إن التحليل المتعمق لما يحدث في صناعة الصحافة في بعض دول العالم المتقدم يحدد لنا الخصائص والسمات التالية لصحافة عصر المعلومات.
    الحوسبة الكاملة للعملية الصحفية:وصلت هذه الحوسبة إلى الدرجة التي جعل البعض يطلق على صحافة 90 الصحافة الإلكترونية أوالصحافة المستعينة بالحاسبات الإلكترونية:فقد دخلت الحاسبات الإلكترونية متزاوجة مع تكنولوجيا الاتصالات المتمثلة في التيليكس والفاكسميل والأقمار الصناعية كل مراحل العمل الصحفي بحيث أصبح الصحفي يعتمد عليها في عمليات جمع المعلومات من الميدان واستكمالها وتوصيلها إلى مقر الصحيفة وفي صفها وإخراجها وفي تجهيز الصفحات لقد تحول المحرر الصحفي إلى معالج للمعلومات عبر الوسائل الإلكترونية كما أصبحت الصحف تنتج الآن ليتم قراءتها على شاشات الحاسبات الإلكترونية المرتبطة بشبكات المعلومات وقواعد البيانات وسهل ذلك العملية الصحفية.الآن من خلال الحاسب الإلكتروني المحمول أن يكتب الموضوع الصحفي في أي مكان داخل البلد الذي تصدر منه الصحيفة أو خارجها ويرسله للصحيفة من خلال أقرب خط هاتفي وكذلك بالنسبة للصور التي يمكن الآن بفضل تكنولوجيا التصوير الرقمية أن تلتقط بواسطة كاميرا الفيديو أو تأخذ من التلفزيون وتنقل إلى الحاسب الإلكتروني لكي تدمج بالنص كما ساعدت الحاسبات الإلكترونية عملية التحرير الصحفي وطورتها.
    الإهتمام بالتفسير والتحليل:ففي ظل منافسة القنوات الفضائية التلفزيونية إضافة إلى الشبكات الإذاعية لم يعد الحصول على الخبر هو الهدف الأول للصحيفة بل الوصول إلى الخلفيات والتفاصيل والأسباب التي يمكن من خلالها فهم الخبر واستيعابه ووضعه في إطاره الأشمل.
    العمق المعلوماتي:لم يعد هناك مكان في صحافة عصر المعلومات للتحرير الصحفي التأملي أو الإنطباعي المعتمد على الرأي الشخصي أو الرؤية غير المستندة إلى مايدعمها من المعلومات وذلك بسبب الإنفجار الضخم في المعلومات الذي يشهده العالم وما يتعرض القارئ يوميا وساعد على ذلك تطوير أقسام المعلومات بالصحف وتحويلها إلى بنوك معلومات مرتبطة بشبكات وبنوك المعلومات المحلية والدولية.
    الميل للتخصص: نتيجة ازهار صناعة الصحافة وتعدد قنواتها وتنوع أشكالها ومضامينها أصبح أحد البدائل الرئيسية أمام الصحافة هو البحث عن جمهور أكثر تحديدا يسعى إلى مضمون معين يرضي اهتماماته فظهرت الجرائد والمجلات المتخصصة التي تغطي الآن كل الإهتمامات الآن بدءا من الإقتصاد والسياسة وشؤون الطبخ حتى الكلمات المتقاطعة أما الجرائد فقد زادت مساحة المواد المتخصصة بها وتنوعت أشكالها ما بين الركن المتخصص والصفحة المتخصصة والقسم المتخصص والملحق المتخصص الذي قد يتطور فيصبح في شكل جريدة مستقلة متخصصة إقتصادية أو رياضية أو غير ذلك من الإهتمامات الإن أو تفضيلات القراء.[3]

    - أثر تكنولوجيا الاتصال على الخدمات المعلوماتية:

    لقد أخذت تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة طريقها إلى الخدمات المعلوماتية وقد أحدثت تغيرًا جذريًا في الأسلوب الذي تقدم به مؤسسات المعلومات خدماتها إلى المستفيدين. حيث إن هذه المؤسسات تقع في مناطق جغرافية متفرقة وشاسعة فإن هذا يجعلها ميدانًا لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية من أجل توحيد إجراءاتها الفنية والتعاون في مجال الإعلام الموحد وتوحيد الاشتراك في الدوريات وغيرها من الإجراءات التعاونية التي تهدف إلى توفير الجهد والوقت والكلفة.
    ومن الجدير بالذكر أن التكنولوجيا قد ساهمت في طورها الأول في تطوير الخدمات التقليدية للمكتبات، حيث استخدم الحاسب الآلي بأشكاله المختلفة في عمليات الفهرسة وحفظ السجلات والإعارة وضبط اشتراكات الدوريات، وتمثل هذه المرحلة الخطوة الضرورية الأولى نحو استخدامات أفضل. ومن الوظائف الأساس في المكتبة التي تأثرت بتكنولوجيا الاتصالات وظيفة التزويد والتخزين، فنتيجة لتوفر المعلومات المقروءة آليًا في مراكز المعلومات وقواعد البيانات فإن المكتبات قد غيرت أسلوبها في التزويد من استراتيجية الاقتناء والحصول على المعلومات إلى استراتيجية الوصول إلى المعلومات. هذا ويتجه الكثير من الناشرين في الوقت الحاضر إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة لنشر مطبوعاتهم ونقلها إلكترونيًا خاصة في حقل العلوم والتكنولوجيا وهو ما أصبح يسمى (بالنشر الإلكتروني) ومن أبرز الأمثلة على ذلك بنـك معلومـات إنفوروم (Inform) وبنـك معلومـات نيويـورك تايمـز.

    دور اختصاصي المعلومات في ظل تكنولوجيا الاتصالات :

    يلخص شيرا دور أمين المكتبة من خلال تمثيله على شكل مثلث أحد ضلعيه الكتب والضلع الآخر المستفيدون (الجمهور) بينما تمثل قاعدة المثلث (الكتب والمستفيدين)، وإن هدف أمين المكتبة هو التركيز المباشر على خط القاعدة أي الجمع بين الإنسان والمواد المسجلة للمعرفة في علاقة مثمرة إلى الحد الممكن. ويحقق أمين المكتبة ذلك من خلال المعرفة بكلا مكوني الضلعين ثم القيام بالعمليات المهنية كالاختيار والتزويد والتنظيم والتفسير وتقويم النتائج. ولكن بعد أن أصبحت العمليات المكتبية أكثر عمقًا وتعقيدًا بسبب تزايد استخدام المصادر الإلكترونية للمعلومات وأثر تكنولوجيا الاتصالات في توفير فرص الوصول والحصول على المعلومات من مختلف المصادر والمواقع فإن ذلك تطلب من أمين المكتبة بذل المزيد من الجهود لمواكبة هذا التطور حيث لم يعد كافيًا لأي مكتبي الآن أن يكون ملمًا بمصادر المعلومات المتوافرة ماديًا داخل جدران المكتبة. فبعد أن كان معيار النجاح بالنسبة للمكتبي هو إيجاد الوعاء الذي يحمل المعلومات فإن المعيار الجديد ينبغي أن يبنى على إيجاد المعلومات ذاتها.
    لقد أصبح بإمكان أمين المكتبة ومن خلال أجهزة الحاسبات الآلية ونظم الاتصالات الحديثة الحصول على المعلومات من مختلف المراصد وبنوك المعلومات في العالم. إن استخدام هذه المراصد والبحث في محتوياتها بصورة فعالة يتطلب من أمين المكتبة مهارات معينة. لقد عدد (لانكستر Lancaster) "بعض المتطلبات التأهيلية للمكتبيين للتعامل مع التقنيات الجديدة مثل التأكيد على معرفة المصادر المقروءة آليًا, وكيف تستغل بأكبر قدر من الفعالية ومعرفة جيدة بسياسات التكشيف وإجراءاته ، وبناء المكانز المستخدمة لقواعد المعلومات وخصائصها ولغات الاستفسار واستراتيجيات البحث، وسبل تحقيق أقصى قدر من التفاعل مع المستفيدين إضافة إلى الحاجة إلى معرفة تقنيات الاتصال". إن الخطأ الذي يقع فيه البعض يأتي من خلال ما توقعه التقنية في روع الإنسان عمومًا, عن تضاؤل دور العنصر البشري أو تلاشيه، أي المكتبي، قياسًا على الوظائف الكثيرة والمعقدة التي تقوم بها التكنولوجيا الحديثة، والواقع أن خاصية التعقيد هذه هي ذاتها التي تكفل لأمين المكتبة دورًا حيويًا، فالتكنولوجيا التي يسجل وينقل من خلالها الفكر والاتجاه نحو المركزية في اختزانها (قواعد المعلومات الكبرى) وتنامي قوة المعلومات في هذا العصر تنطوي على احتمالات الضرر كما تنطوي على احتمالات المنفعة. ولا خلاف بين علماء الاجتماع والاتصال على ضرورة اعتماد جانب من التقنية لجعل ذلك الحمل الزائد من المعلومات ممكن الاستخدام ولكن التكنولوجيا المستخدمة تؤتي نفعها إذا ما اندمجت فيها قدرات أمين المكتبة ثم يمدان المجتمع – كلاهما – بإدارة قوية .[4]
    ومن أمثلة الوظائف الحيوية لأمين المكتبة واختصاصيي المعلومات الآخرين في ظل البيئة التكنولوجية ما يأتي.
    1- العمل مستشار معلومات وتوجيه المستفيدين إلى مصادر المعلومات الأكثر احتمالاً لتلبية طلباتهم.
    2- تدريب المستفيدين على استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية.
    3- البحث في مصادر المعلومات التي لا يعرفها المستفيدون.
    4- القيام بوظيفة (محلل معلومات) أي تقديم نتائج مختارة ومقيمة للباحثين أو المستفيدين.
    5- المساهمة في بناء ملفات المستفيدين من خدمات البث الانتقائي للمعلومات الآلية.
    6- المساهمة في تنظيم ملفات المعلومات الإلكترونية الشخصية.
    7- إعلام الباحثين عن كل جديد في مصادر المعلومات والخدمات الجديدة حال توافرها.
    وتجدر الإشارة إلى أن التطورات المستمرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تفرض على كل مكتبي أن يواكب هذه التطورات وأن يكون يقظًا ومتنبهًا دائمًا للتعرف على كنهها ومدى الاستفادة منها وتطبيقاتها المختلفة لزيادة الفاعلية من استخدامها وتحسين نوعية الخدمات التي تقدم من خلالها. وبعبارة أخرى يمكننا القول إن أمناء المكتبات يجب أن تتوافر فيهم سمتا المرونة، والقدرة على التجديد، وإلا فان آخرين سيلتهمون دورهم تاركين المكتبات أشبه بمتاحف تاريخية. وهكذا نجد أن مناهج علم المكتبات التقليدية التي كانت سائدة حتى عقد السبعينات لم تعد كافية لإعداد اختصاصيي معلومات قادرين على مواجهة التغيرات الجديدة خاصة القوى التي توجه مصادر المعلومات نحو الشكل الإلكتروني. ولقد أخذت مدارس علم المكتبات في العديد من الدول وخاصة في الدول الغربية والولايات المتحدة تعد نفسها وتتكيف لمواجهة احتمالات المستقبل كما قامت بتغيير أسمائها لتضم (علم المعلومات) وتضمن مناهجها موادَّ لتدريب أمناء مكتبات واختصاصيي معلومات ضالعين في أدوات المهنة من التكنولوجيا الحديثة. ومن الجدير بالذكر هنا بيان أهمية التعليم المستمر والدورات التدريبية لتحديث معلومات المكتبيين باستمرار واطلاعهم على كل جديد ولرفع كفاءتهم ومستوى خدماتهم.[5]

    - مستقبل المكتبات في ظل تكنولوجيا الاتصالات :

    لقد وجدت المكتبات من أجل تحقيق أهداف معروفة، وهي حفظ المعلومات وتسهيل الوصول إليها من جيل لآخر. وهكذا حظيت المكتبات بدعم الحكومات والأموال العامة والخاصة. ومع تطور تكنولوجيا الحاسبات الآلية وتكاملها مع تكنولوجيا الاتصالات ظهرت تيارات مختلفة للتنبؤ بما ستؤول إليه مكتبات المستقبل.
    في تقرير مقدم إلى المؤسسة الوطنية للعلوم (National Science Foundation) من قبل لانكستر (Lancaster) "ودرسـكو" (Drasgow) وماركس (Marks) ناقشوا فيه سيناريو يصف مكتبة البحث العلمي في عام (2001) حيث تنبؤوا بأفول المكتبة كمؤسسة، ولكن ذكروا أن هناك أهمية كبرى ستحصل في مهنة المعلومات وبناء علـى هـذا الاتجـاه الـذي يتزعمـه لانكستر (Lancaster) فإن مفهوم مكتبة المستقبل سيكون (مكتبة بلا جدران) . وليس بعيدًا اليوم الذي تجد فيه مكتبة أبحاث تتألف مـن أجهـزة طـرفيـة (Terminals) "ليس إلا. وقد تختفي المكتبة التقليدية التي نعرفها. ويتوقع خبراء المكتبات والمعلومات أن إدخال المزيد من التكنولوجيا لأتمتة وظائف المكتبة سيجعلها في النهاية مركزًا مفتوحًا خاصة في عصر بدأ يتجه نحو النشر الإلكتروني للإنتاج الفكري في مختلف حقول المعرفة. إن الاتجاه نحو النشر والتوزيع الإلكتروني للمعلومات مع وجود تسهيلات أكثر للوصول إلى شبكة المعلومات من خلال الاتصال الآلي المباشر (Online) يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المكتبة ستتجه نحو تطوير مجموعة مواد إلكترونية، وإذا ما اختارت المكتبة أن يكون لها مجموعة مواد إلكترونية فكيف ستكون عليه عملية الاختيار والتزويد، وهل ستظل مشتركة في خدمات التكشيف والاستخلاص الآلية؟ ونتيجة لكل هذا فإن المكتبات تواجه تغيرات حتمية فيما يتعلق بدورها في المجتمع وكذا بطريقة عملها في المستقبل. وبالنسبة إلى وظيفة التزويد والتخزين مثلاً نجد أن المكتبات ستركز على استراتيجية الوصول إلى المعلومات (Access) لدلاً من الاقتناء (Holdings) ومن هنا يستطيع المستفيد الوصول إلى مجموعة المكتبة من خلال الأجهزة الطرفية (Terminals) المتوافرة في المنزل والمكتب .. وهكذا فليس من الضروري أن يتم البحث عن المعلومات في المكتبة نفسها بل من المنزل أو المكتب .. كما أن المعلومات يمكن أن تنتقل من مكتبة لأخرى ومن المكتبات إلى الشركات وإدارات الأعمال والمكاتب في كل مكان ونسير مع أصحاب هذا الاتجاه إلى آخر الشوط فنسأل : هل تلغى المكتبات بصورة نهائية على المدى البعيد ؟ أنهم لا يقطعون بذلك بل يؤكدون عكسه أي بقاء المكتبات لأغراض محـدودة تمامًا حيث ذكـرت بريجيـت كينـي (Bragitte Kenney) سيناريو يصف مستقبل المكتبات .. فتقول :
    "سوف تبقى هناك حاجة إلى عدد كبير من المجماميع البحثية المطبوعة إضافة إلى المطبوعات الشعبية الصغيرة والكتب المسلية .. إن المجاميع الكبيرة من المطبوعات سوف تستمر حاجتها إلى التنظيم من قبل أمناء المكتبات المتدربين والمختصين ممن يقدمون التفسيرات ويساعدون في الحصول على المجاميع".
     ويذكر دي جينارو (De Gennaro) أيضًا : "أنه من الواضح أن تكنولوجيا المعلومات سوف تبدأ أساسًا بتغيير النشر والمكتبات وأن تلك التغيرات سوف تتسارع في المستقبل ولكن لا يوجد أحد في الوقت الحاضر يستطيع التنبؤ متى وكيف تستطيع التكنولوجيا أن تجعل المكتبات مهجورة (Obsolete). إن الواقع العملي يشير إلى أن المستفيد لا يزال بحاجة إلى المكتبات، وأن أعضاء المكتبات يجب عليهم تلبية متطلبات هؤلاء من المصادر مع وجود التكنولوجيا الحديثة في الوقت الحاضر".
    مهما يكن من أمر فإن المكتبات ستبقى والحاجة إليها لن تنقطع. ستظل المكتبات تقدم خدمات وثائقية وخدمات معلومات، وستظل الحاجة قائمة لمكتبيين مؤهلين واختصاصيي معلومات لأداء وظائف مهمة في عصر المعلومات الآلية إضافة إلى الحاجة إليهم لبناء معاجم مصطلحات التكشيف والاستخلاص والأدوات الأخرى الضرورية للاستفادة القصوى من المصادر المقروءة آليًا، كما أن لهم دورًا مهمًا في تدريب المستفيدين على كيفية استخدام هذا المصادر. ولعله من المناسب القول بأن نوعًا من المكتبات سيكون مطلوبًا لتزويد المستفيدين بالاتصال المباشر مع بنوك المعلومات وبهذا ستكون المكتبة هي المركز الذي سيكون الوصول إلى شبكات المعلومات ممكنًا من خلاله.
    ونستطيع أن نلخص القول إن دور المكتبة والمكتبيين سوف يزداد في عصر تكنولوجيا المعلومات وستصبح المكتبة مركزًا تحويليًا يربط المستفيد بآخرين أو تسهل له الوصول إلى مواد مطبوعة أو إلكترونية في مراكز أخرى.
    إن المستقبل سيكون لتلك المكتبات التي تواكب التطور وتتبنى التكنولوجيا وتتكيف معها لخدمة روادها وعلى العكس من ذلك فلن تجد المكتبات التقليدية لنفسها دورًا تؤديه في خضم هذه التطورات.[6]



    [1] عبدالرزاق يونس. تكنولوجيا المعلومات .- عمان: المطابع التعاونية، 1989م، ص44.
    [2] عماد عبدالوهاب الصباغ. "شبكات المعلومات بالألياف الضوئية "مجلة علوم، ع57، السنة الثامنة، 1991م ص ص42-43.
    [3] ماجد رجب حموك "المجلة العلمية عام 2000 ورقية أم إلكترونية" التوثيق العلمي. م5، ع2، السنة الخامسة، 1986م، ص15.
    [4] محمد فتحي عبدالهادي. مقدمة في علم المعلومات .- القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية، 1984م. 112.
    [5] خليل صابات. وسائل الاتصال نشأتها وتطورها .- القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية .- ط5، 1987م، ص31.
    [6] أحمد بدر. المدخل إلى علم المعلومات والمكتبات .- الرياض : دار المريخ، 1985م، ص81.

    شارك المقال
    مدونة علوم الاعلام والاتصال
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة علوم الاعلام والاتصال .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق