الأقمار الاصطناعية في علوم الاعلام والاتصال
مصطلح القمر الاصطناعي مقتبس من مسمى القمر الطبيعي الذي
هو من مخلوقات الله العظيمة وهو من توابع الارض، يدور حولها ويقتبس ضوءه من ضوء الشمس
ولذلك اطلق مصطلح القمر الاصطناعي (Satellite) على اي جسم فضائي من صنع الانسان يدور حول جسم
فضائي أكبر منه .. في مسار محدد بعد ان يوجه اليه من الارض . وعليه يمكن تعريف القمر
الاصطناعي بالآتي :
(هو جسم آلي من صنع الانسان ذو اجنحة يدور حول
الارض في مدار محدد يوضع فيه بواسطة صاروخ او مركبة فضائية وهو مزود بأجهزة الكترونية
متطورة للقيام بوظائف مختلفة منها الارسال والاستقبال، وله مدارات واحجام وسرعات مختلفة).[1]
وقد شاع عند كثير من الباحثين تسميتها بالأقمار (الصناعية)
وهذه تسمية خاطئة لأنه يفهم من هذا انها تختص بالصناعة مثل قولنا: اقمار تجارية تختص
بالتجارة او ملاحية تختص بالملاحة، وعليه فالتسمية الصحيحة (اصطناعية) أي من صنع الانسان
وليست (صناعية) خاصة بالصناعة.
نشأة الاقمار الاصطناعية وتطورها .
اعتمدت الاتصالات الالكترونية البعيدة المدى حتى الستينات
من هذا القرن، اما على الكابلات او على انعكاسات الاشارة الراديوية من على الغلاف الجوي،
ومن المعروف ان هذه الكابلات تحوى على عدد محدود من الاسلاك، اما الاشارات المنعكسة
فكانت تتخامد بسرعة مما يجعل الاتصال ذو نوعية سيئة.
ولذلك ظهرت فكرة انشاء قمر اصطناعي الذي يطير فوق الكرة الارضية،
لزيادة فعالية الاتصالات الالكترونية، حيث يمكن رؤية القمر الاصطناعي من منطقة شاسعة
من الارض ونظرا لارتفاعه العالي، يستطيع ان يحقق الاتصال ما بين عدة محطات بطرق متعددة
عكس الكابل الذي يستطيع ان يصل بين محطتين فقط. وكان ذلك عام 1945. بعد ذلك بعام تم
إطلاق القمر الاصطناعى الأمريكى (Score) .
وفى يوم الجمعة الرابع من شهر أكتوبر 1957 م اي منذ 46 سنة
أطلق الاتحاد السوفيتى آنذاك (جمهورية روسيا الاتحادية الان ) أول قمر اصطناعى فى العالم
وكان اسمه سبوتنك -1 ويعنى باللغة الروسية " رفيق الارض " لارتباطه بحركة
الارض كتابع اصطناعى لها . وكان ذلك على ارتفاع 588 ميلا عن سطح الارض في الفضاء الخارجي
وكان يهدف لمعرفة خصائص كثافة الجو الأعلى للأرض الإيونوسفير
كان القمر على شكل كرة في حجم كرة السلة وزنها 184 رطلا مصنوعة
من الالمنيوم المصقول ومثبت على سطح القمر الخارجي أربعة هوائيات على شكل قضبان رفيعة
ومستقيمة ممتدان اثنان منها بطول 8 أقدام الاخرى 10 أقدام. كان القمر يدور حول الارض
دورة كاملة كل 96 دقيقة ويرسل اشارات راديو فقط للمتابعة الارضية. وكانت هذه الاشارات
اشارات صوتية مسموعة للاستدلال فقط وبعد 92 يوما من الدوران حول الارض سقط واحترق في الغلاف الجوي وكان ذلك في الرابع
من شهر يناير 1958 م[2]
مكونات الاقمار الاصطناعية :
تختلف الاقمار الاصطناعية في الوظائف والاحجام حيث يصل وزنها
إلى ثلاثة أطنان في أقمار الاتصالات، وقد يكون وزنها 250 كجم في أقمار الاستشعار عن
بُعْد ، وقد يصل وزنها إلى بضع عشرات من الكيلوجرامات في الأقمار التجريبية الصغيرة،
ويقوم بتصنيع الأقمار إما شركات متخصصة أو مؤسسات بحثية مدعومة من دولها أو جامعات.
كما تختلف مهام الأقمار الصناعية، فمنها ما يستخدم لخدمة الاتصالات مثل قمر NileSat، ومنها ما يستخدم للاستشعار عن بعد مثل KitSat، ومنها ما يستخدم لخدمة الأبحاث العلمية مثل
Goes وغيرها - وقد اشرنا الى ذلك
سابقا – لكن مكوناتها الاساسية تبقى مشتركة فيما بينها .[3]
مدارات الاقمار الاصطناعية :
المدار الجغرافي الثابت: ويسمى ايضا المدار المتزامن
المدار المتوسط: عادة مجموعة من الاقمار ينسق فيما بينها
لضمان تغطية كامل مساحة الارض في أي لحظة ويستخدم هذا النوع في انظمة تحديد المواقع
المدار المنخفض :وفي كل مدار توجد الاقمار المناسبة حسب الوظيفة
والهدف
أنواع الأقمار الاصطناعية وأهدافها.
تقسم الاقمار الاصطناعية إلى أنواع مختلفة بحسب الأهداف والمدارات
والوظائف ونطاق التغطية .
1- أقمار الاتصالات: وهي تستخدم لتقوية
ارسال القنوات الهاتفية والتلفازية و هي تحتوي على جهاز محول التردد Transponder وهو جهاز يقوم باستقبال القنوات
على تردد معين ومن ثم تقويتها واعادة ارسالها الى الارض على تردد آخر ، ومن هذه الاقمار
: عربسات ، ونايلسات ، وهوت بيرد، وتلستار،
وانتلسات .
2- اقمار الارصاد الجوية : هي اقمار تساعد
في التنبؤ بحالة الطقس ومراقبة العوصف التغيرات المناخية وذلك عبر التقاط صور للارض
وطبقات الجو وارسالها للارض ومن هذه الاقمار : تيروس ، وكوزموس .
3- الاقمار العلمية : هي اقمار للابحاث
العلمية وتقوم بمراقبة الكون ورصد المجرات ومن اشهرها : قمر هابل وهو عبارة عن تلسكوب
ضخم لمراقبة وتصوير الكواكب والمجرات البعيدة .
4- اقمار
الملاحة : وهي مجموعة اقمار تستخدم في تحديد المواقع (GPS) وتساعد السفن والطائرات في تحديد وجهتها مثل
:GPSNAVASTAR satellites
5- الاقمار العسكرية: هي اقمار سرية
الطابع تحتوي على تكنولوجيا متطورة وتقوم بتقوية وبث الاتصالات العسكرية والتجسس ومراقبة
التحركات العسكرية و انظمة الانذار المبكر.[4]
[1] احمد بهجت : تكنولوجيا الاتصال
ووسائله الحديثة .دون تاريخ او دار للنشر، ص12.
[2] وزارة التربية والتعليم بدولة فلسطين (الاتصالات)
للصف الثاني الثانوي - 2006م – 2007م ص93.
[3] لقاء مكي العزاوي: تكنولوجيا الاتصال وظاهرة
العولمة، قسم الاعلام، كلية الآداب ، جامعة بغداد – دون تاريخ او دار للنشرن، ص32.
[4] احمد بهجت : تكنولوجيا الاتصال ووسائله
الحديثة .دون تاريخ او دار للنشر، ص41.
تعليقات: 0
إرسال تعليق