-->

المبادئ التقنية لتكنلوجيا الاعلام والاتصال (NTIC)


    المبادئ التقنية لتكنلوجيا الاعلام والاتصال (NTIC)

    المقدمة:

    يشهد التاريخ بأن البشرية مرت بعدة ثورات و آخرها هي ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم وأصبح جديد اليوم قديم الغد.
    ونتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه تكنولوجيا، وبالتالي أصبحت هذه الأخيرة هي مورد أكثر أهمية بالمقارنة بالموارد الكلاسيكية، مما أصبح الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصال المستوفية الشروط المشغل الشاغل لأي مؤسسة باعتبارها نقطة القوة والتميز في عصر سمته الأساسية هي المعلوماتية.
    حيث كما يمكن ملاحظة أن هناك ثمة اهتمام دولي متصاعد ومتسارع بما يسمى بمجتمع المعلومات، يعني أنه قد أصبح هناك يقين عالمي بأن هذه التكنولوجيا قد دخلت في جميع مسام الأعمال اليومية للدول والمؤسسات والأفراد، إلى الحد الذي كونت فيه مجتمعاً قائماً بذاته، وأيضا إلى الحد الذي شكلت فيه مجتمعا جديدا قائما بذاته يختلف عن المجتمع الإنساني الطبيعي الذي نعيشه، هذا المجتمع مبني من ملايين الحاسبات المنتشرة في جميع أنحاء العالم ومن ملايين الوصلات الشبكية، ويتم فيه إرسال واستقبال عشرات المليارات من الرسائل المعلوماتية.
    ومنه نطرح إشكالنا حول ماهية المبادئ التقنية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة؟













           I.            مدخل إلى تكنولوجيا الإعلام والاتصال:

    1.    تعريف التكنولوجيا:

    -       يرجع أصل التكنولوجيا إلى الكلمة يونانية التي تتكون من مقطعين هما (Techno) تعني التشغيل الصناعي، والثاني (Logos) أي العلم أو المنهج، لذا تكون بكلمة واحدة هي علم التشغيل الصناعي.[1]
    -       ويمكن تعريف التكنولوجيا على إنها :"تطبيق الإجراءات المستمدة من البحث العلمي والخبرات العلمية لحل المشكلات الواقعية، ولا تعني التكنولوجيا هنا الأدوات والمكائن فقط بل أنها الأسس النظرية والعلمية التي ترمي إلى تحسين الأداء البشري في الحركة التي تتناولها.[2]

    تعريف تكنولوجيا الاتصال:

     يشتمل مفهوم تكنولوجيا الاتصال على فكرة تطويع التكنولوجيا في نقل وتناول المعلومات من حيث إنتاجها وحيازتها وتخزينها ومعالجتها واسترجاعها وعرضها وتوزيعها بالطرق الآلية وباستعمال وسائط اتصال متفوقة.

    2.    مفهوم NTIC:

    لقد أدى التطور التكنولوجي للاتصالات والمعلوماتية إلى ظهور وسائل وتطبيقات اتصالية جديدة أطلق عليها البعض اسم: التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال  NTICوهي تعني أساسا تلك الموصولة بالكومبيوتر، ولها آثار عدة تشمل، مجالات وتطبيقات متنوعة مثل تشخيص المعارف عموما وتنظيم المؤسسات خصوصا.
    ويرى الكاتب معالي فهمي حيضر بأن التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال تشير إلى جميع أنواع
    التكنولوجيا المستخدمة في تشغيل ونقل وتخزين المعلومات في شكل إلكتروني، وتشمل تكنولوجيا الحاسبات الآلية ووسائل الاتصال وشبكات الربط وأجهزة الفاكس وغيرها من المعدات التي تستخدم بشدة في الاتصالات.[3]
    في الواقع، إن مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال متداخل بعض الشيء، حيث أن هذه التكنولوجيات لا تعتبر جديدة في حد ذالك، وذلك لأن معظمها كان موجودا منذ السنوات العشر الماضية أو أكثر، وما يمكن اعتباره حديثا هو توسع استخداماتها في مجال إدارة المؤسسات واعتمادها بدرجة كبيرة على العمل الشبكي. إذ تتضمن هذه التكنولوجيات جميع الاستعمالات من حواسيب، شبكات اتصال وأجهزة تداول المعلومات سلكية ولاسلكية، حيث تتمثل عادة في أجهزة الاتصال من هاتف، فاكس، وانترنت، وهي تستخدم بغرض أداء مختلف المهام الرامية إلى تحقيق أهداف المؤسسة. وبالتالي فإن تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالنسبة للمؤسسة هي: تلك الأدوات التي تستخدم لبناء نظم المعلومات والتي تساعد الإدارة على استخدام المعلومات المدعمة لاحتياجاتها في اتخاذ القرارات وللقيام بمختلف العمليات التشغيلية في المؤسسة، وذلك عن طريق تحويل، تخزين ومعالجة كل أنواع المعلومات (نصوص،
    صور، صوت،...) في شكل معطيات رقمية موحدة، وبثها بسرعة الضوء في كل أنحاء العالم باستخدام الشبكة العالمية إنترنت، كما يمكنها ترجمة المعلومات المستقبلية، وتحويلها إلى الشكل المرغوب فيه (نصوص، صور، صوت، ...)، فضلا عن تغيير طرق الاتصال داخل الإدارات.
    ونشير إلى أن مصطلح: "تكنولوجيا الإعلام والاتصال" يعد أشمل وأدق من الترجمة المتداولة "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" والتي ينقصها الشمولية لمعنى عبارة  ICTS: التي تعتمد ميدانين: الإعلام: Information، والاتصال: Communication، والجمع اتصالات يفيد معنى مغاير للمعنى المعتمد في الكلمة اللاتينية، ومن جهة أخرى فإن الفارق واضح بين مصطلح الإعلام والمعلومة حيث تعتبر المعلومة المادة الخام للإعلام، والإعلام عملية تنطوي على مجموعة من أوجه النشاط من بينها نشاط نقل المعلومات وتداولها، فهو يشمل المعلومات لكن المعلومات لا تحتوي على كل موضوعات الإعلام.
    من خلال كل هذه التعاريف يمكننا القول بأن الخاصية الأساسية في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال هو ارتباط تكنولوجيات الإعلام الآلي مع تكنولوجيات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وكذا السمعي البصري، بمعنى أخر هو الجمع بين النص والصوت والصورة.

    3.    فروع التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال

     وتشمل التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال فرعين أساسين:
    1)    تشغيل المعلومات: ويشمل هذا الفرع الوظائف التي تتناول المعالجة والتوزيع الآلي للمعلومات، والتي تعتبر الأساس في انجاز عمليات التشغيل في المنظمات وتدعيم قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات، ويتمثل المحور المركزي لهذا الفرع في تطبيقات الإعلام الآلي بأشكاله المختلفة.
    2)    نقل وإيصال المعلومات: يمثل هذا الفرع عملية نقل وإيصال المعلومات التي تم تشغيلها بين المواقع المتباعدة للحواسيب أو بين الحواسيب ووحداتها الطرفية البعيدة وذلك باستخدام تسهيلات الاتصالات عن بعد (Télécommunication). [4]

    4.    مؤشرات التوجه نحو تكنولوجيا المعلومات و الاتصال.

    تعتبر تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات أحد أهم العوامل المؤثرة في تطور المجتمعات، فقد أدى التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العشرين سنة الماضية إلى تغير جوهري في أنماط حياة الشعوب من حيث أساليب الحياة والتواصل والوصول إلى المعلومات والمعرفة والعمل والألعاب و الصحة وقضايا الأمن وخلق الثروة والحكم والتحكم في الطاقة وحماية البيئة و غير ذلك الكثير من المجالات. و طال هذا التحول المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء وإن كان بمعدلات متفاوتة.
    إذ أردنا تتبع و معرفة التوجهات والتحولات التي يشدها العالم اليوم في مجال المعرفة والتكنولوجيا وجب علينا الاعتماد على مؤشرات مرجعية لذلك، ومن أهم مؤشرات التوجه نحو استخدامها ما يلي
    o       الاعتماد على الأيادي العاملة المؤهلة والمتخصصة، حيث أصبح الطلب يشهد ارتفاعا على الأيدي العاملة المؤهلة باعتبارها أحد أهم المعايير نحو التوجه لاقتصاد المعلومة والتكنولوجية.
    o       التركيز على إنتاج الخدمات أكثر من السلع، فمثلا يمثل الاقتصاد الأمريكي نسبة 70 بالمائة من قطاع الخدمات تزداد سنويا بنسبة 3،2 بالمائة.
    o       زيادة نسبة مستخدمي الحاسوب في عملهم لتصل هذه النسبة إلى 60 بالمائة سنة 1996 ، أي زيادة استخدام التكنولوجيا و المعلومات كأداة مهمة في العمل.
    o       ظهر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال كقطاع إنتاجي خدمي مهم، فالإضافة إلى تقسيم النشاط
    o       الاقتصادي إلى ثلاثة قطاعات: الزراعة، الصناعة والخدمات، أضاف علماء الاقتصاد قطاعا رابعا وهو قطاع المعلومات.
    o       تزايد دور و أهمية المعرفة و التكنولوجية في فعالية الإنتاج و الخدمات.[5]


         II.            المبادئ التقنية:

    1.    الترميز:

    الترميز هو عملية تحويل المعلومات إلى رموز بحيث تصبح محمية من عمليات الوصول. غير المرخص بها ويتيح الاتصال بأمان، ولتشفير رسالة ما يتم تحويلها إلى رموز سرية بواسطة مفتاح (رقم خاص يكون طوله عادة 64 أو 80 أو 128 باتا Bits) علما أن المفتاح، الأطول يعطي أمانا أكبر.

    الترميز التماثلي:

    هو نظام معروف في عالم الالكترونيات وهو يعتمد على الإشارة الكهرومغناطيسية في كل الأوامر والمعلومات، أما في تكنولوجيا الصوت فهو في معدات الصوت التسجيلية يحول الموجة الصوتية إلى إشارة كهرومغناطيسية.
    في هذه الطريقة يتم تحويل المعلومة إلى إشارة كهربائية على شكل جهد أو تيار كهربائي يتغير تدريجيا وباستمرار على مدى معين ويمثل شكل الإشارة في هذه الحالة المعلومة الأصلية ويتماثل معها لذلك تسمى الإشارة التماثلية.
    ويسمح أن تكون الإشارة كاملة القيمة أو تساوي صفر أو أية قيمة بين هذه وتلك.
    ولابد من أن تستعمل إحدى الطريقتين إذا ما أردنا نقل أية بيانات من مكان إلى آخر، وينطبق هذا الكلام على عمليات نقل البيانات مهما كان هدفها أو المسافة بين الطرفين المتراسلين، وهذه بعض الأمثلة:نقل البيانات من التلفاز إلى الفيديو وهذا النقل هو من النوع التماثلي، نقل البيانات بين جهازي مودم، وهذا النوع هو تماثلي أيضا، نقل البيانات من وحدة المعالجة المركزية إلى الذاكرة العشوائية وهذا النوع رقمي.
    الترميز الرقمي:
    بعد أن زاد استخدام الحاسبات الالكترونية، تطورت التكنولوجيا الرقمية لتستفيد من مزايا الإشارات الرقمية في مختلف أنواع الاتصالات، وتشير كلمة رقمي إلى حالتين هما التشغيل والإيقاف، ويتم التعبير عن المعلومات في شكل سلسلة من إشارات التشغيل والإيقاف،وتتخذ كل الحروف والرموز والأرقام والصور والرسوم والأصوات شكل أرقام الواحد والصفر ويطلق على كل زوج من الأرقام إسم BIT بمعنى حرف أو رمز كودي، ويطلق على كل مجموعة من الرموز BITS إسم byte وعادة ما يحتوي كل بايت على ثمانية رموز.[6]
    وتوضع المعلومات المرغوب في تمثيلها رقميا في شكل كود ويشير الكود إلى إستخدام قائمة من الحروف والرموز والأرقام.كذلك يمك تمثيل الأرقام والرموز بقائمة تعتمد على رقمي الواحد والصفر، ويتوقف عدد الأرقام في نظام الكود على عد الحروف والأرقام أو الرموز التي نرغب في تحويلها إلى أرقام كودية.
    ويعتمد النظام الكودي على استخدام رقمين فقط هما الواحد والصفر ويتم إستخدام هذين الرقمين لترميز قائمة كاملة من الحروف والأرقام والرموز.
    ولعل أكثر نظم الكود الرقمي شيوعا النظام الأمريكي المعياري لتمثيل البيانات في شكل أرقام.
    ويجمع الكود الأمريكي المعياري بين تمثيل الحروف والأرقام والرموز في شكل أرقام تعتمد على الواحد والصفر، ويتم تمثيل كل حرف أو رقم أو رمز في شكل رمز من سبعة أو ثمانية أرقام كودية.

    الاختلاف بين النظام الرقمي والنظام التماثلي:

    إن الاختلاف بين النظام الرقمي والنظام القياسي كما يسميه البعض يكمن في نوعية وهيئة الإشارة من حيث سعتها وقيمتها وكذلك من حيث الزمن الذي تشغله، فالإشارة التماثلية يمكن أن تأخذ أي قيمة في زمن مستمر وغير متقطع، بينما الرقمية لا تأخذ إلا إحدى القيم المتعارف عليها في نظام الأزمنة المستمرة أو المتقطعة.
    وفي حالة الاتصال التماثلي يعمل الإرسال بشكل مستقل عن نظام الاستقبال ويؤدي ذلك إلى وجود قدر عالي من التشويش Noise  حيث تؤثر البيئة على الإشارة التماثلية أثناء إرسالها، أمّا الاتصال الرقمي يتّخذ شكل الشبكة الرقمية Digital Network  من بداية الإرسال إلى منفذ الاستقبال فلا يسمح بأي قدر من التشويش أو التداخل.[7]
    يتفوق الاتصال الرقمي في نقل المعلومات إلى مسافات بعيدة من خلال استخدام وصلات الألياف الضوئية، التي تحافظ على قوة الاتصال من البداية إلى النهاية وذلك على عكس الاتصال التماثلي الذي يضعف كلّما طالت المسافة التي يقطعها.[8]
    ويتم نقل المعلومات في النظام الرقمي على شكل أرقام منفصلة (0، 1) وعند وصول المعلومة إلى المستقبل يقوم بدوره بترجمتها إلى صوت، أمّا النظام القياسي فيقوم بنقل المعلومة على شكل موجة متسلسلة.
    والنظام الرقمي يتميز بإمكانية تطابقه وإمكانية دمجه مع أنواع أخرى من التكنولوجيا مثل:الكمبيوتر وهو ما يصعب القيام به بالنسبة للنظام القياسي، وتكمن أهمية ذلك في أنّ معظم وسائل الإعلام تعتمد بشكل متزايد على الكمبيوتر.[9]

    تحويل البيانات التماثلية إلى رقمية والعكس:

    يمكن إستخدام الكود الرقمي لتمثيل الإشارات التماثلية الكهربائية في شكل اتصالات الصوت والصورة بالإضافة إلى تحويل الحروف والأرقام والرموز إلى إشارات رقمية كما هو الحال في إتصال البيانات عن طريق الحاسبات الإلكترونية فلاتصالات الرقمية يمكن التعبير عنها في شكل رموز رقمية وإرسالها عبر مسافات بعيدة وميزة الاتصال الرقمي أنه لا يؤدي إلى أي تشويش أو أية أخطاء محتملة والتشويش الوحيد الذي يمكن أن يحدث في حالة الاتصالات الرقمية قد يقع في لحظة تغيير الإشارة التماثلية إلى إشارة رقمية عند بداية الإرسال، ومن الإشارة رقمية إلى إشارة تماثلية عند منفذ الإستقبال.
    ويتم استخدام هذا النوع من التحويل في الهاتف حيث يتم تحويل أشارة الصوت إلى كود رقمي عند الإرسال ثم تحويل هذا الكود الرقمي إلى إشارة تماثلية عند الاستقبال، ويطلق على هذه الأداة في نظم الهاتف codec.[10]

    2.    دعائم التخزين:

    تخزين المعلومات:
    يعني إدارة عمليات التخزين من اجل التحديث والاستدعاء فنظرا لتطور المعلومات وتأثير الزمن عليها فهناك ضرورة متابعة المخزن منها وإجراء العمليات إلى يفرضها التغير سواء بتحديثها أو إضافة التغيرات، أو التخلي عن الذي يموت منها في الوقت المناسب حتى لا تستعمل إلا المعلومات المناسبة.
    1)    دعائم التخزين التقليدية:
    المصغرات الفيلمية (microformes )
    المصغرات الفيلمية عبارة عن أسلوب تعامل تقنى حديث مع مصادر المعلومات، يعتمد على مفهومي اختزال الزمان والمكان، حيث بالإمكان تسجيل العديد من مصادر المعلومات على أفلام خاصة بمساحات صغيرة جداً وحفظها في أماكن صغيرة واسترجاعها بسرعة عند الضرورة، ويمكن خزنها من خلال هذه المصغرات لزمن قد يصل إلى 555 سنة. والفكرة الأساسية للمصغرات الفيلمية تستند أساساً إلى إمكانية تصوير النسخ الأصلية من الوثائق على أفلام مصغرة وإرجاعها إلى حجمها الطبيعي أو تصغيرها أو تكبيرها وفقاً لطبيعة الحاجة.
    2)    الدعائم التخزين البصرية:
    المصادر المرئية:
    -       الرسوم والصور: وهي عبارة عن صور فوتوغرافية علمية لموقع جغرافي وتاريخي أو صور الأشخاص أو مناسبات كما يمكن أن تكون صور بيانية كالجداول الإحصائية والبيانات التي توضح التطورات ونحدد أنواعها في شكل: صور فوتوغرافية – الصور المرسومة – الصور الإلكترونية (2D 3D)
    -       الشرائح (السلايدات): وهي عبارة عن لقطات فلميه شفافة، ثابتة، أو ملونة، تمثل عادة صورا فوتوغرافية، محفوضة داخل إطار كارتوني او بلاستيكي وهي بأحجام مختلفة أهمها إستعمالا (2*2) بوصة والمستلة عن فلم فوتوغرافي (35) مليمتر
    -       الخرائط: وتعرف بأنها صورة رمزية لجزء من سطح الأرض أو كله مع توضيح السلم النسبي والموقع لذلك الجزء وقد تنوعت موضوعاتها حسب نوع الاستخدام
    -       الكرات الأرضية: وهي النموذج الوحيد الذي يصور الأرض بدون تشويه سطحها.[11]
    المصادر السمعية المرئية:
    تعتبر مصادر المعلومات السمعية البصرية كالسينما والتلفزيون من الوسائل الأكثر استخداما من طرف الأفراد والمؤسسات؛ لأثرها البالغ في الحياة، ودورها في التسلية والترفيه وتوفير المعلومات والحقائق عن كل ما يدور في المجتمع والعالم ،ولتكوين درجة من الوعي بين أوساط أفراد المجتمع، ثم لأهميتها في حقل التعليم، لهذا تقبل المكتبات ومراكز المعلومات لاقتناء الأشرطة والأفلام التي تهدف إلى التعليم والتكوين والتدريب من خلال ما تبثه من معلومات، ومن بين مصادر المعلومات السمعية البصرية نذكر منها التلفزة والسينما.
    المصادر الالكترونية:
    هي مصادر المعلومات المخزنة إلكترونياً أو في شكل رقمي على وسائط ممغنطة أو مليزرة، أو متاحة في ملفات قواعد معلومات على الخط المباشر، سواء المنتجة أصلا في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي ومن فئاتها :
    ملفات البيانات الآلية:
    وهي عبارة عن الأقراص الممغنطة والأشرطة الممغنطة وغيرها من الوسائط التي تسجل عليها البيانات بشفرة معينة عن طريق الحاسب الآلي ومن ثم لا يمكن استرجاع تلك البيانات المكودة إلا عن طريق الحاسب الآلي أيضا إذ أنه مع دخول الحاسب الآلي إلى الخدمة في نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت تلك الوسائط الجديدة وتطورت مع تطوره.
    الأقراص البصرية:
    وهذه الأقراص عبارة عن اسطوانات تصنع أساسا من الزجاج النقي وتغطي بطبقة من معدن التليريوم الفضي ، وتسجل عليها المعلومات عن طريق المسح بواسطة أشعة الليزر وتسترجع أيضا عن طريق نفس الأشعة ، أو الحاسب الآلي.
    مصادر المعلومات المتاحة على الانترنت:
    من المعروف أن الانترنت ما هي إلا مجموعة ضخمة من شبكات الاتصال المرتبطة يبعضها البعض وهي توصف بأنها شبكة الشبكات. وتتيح الانترنت كثيراً من الخدمات، على أن ما يهم هو أتاحت بعض المكتبات فهارسها ومجموعاتها الرقمية على الخط المباشر، وارتبطت بشبكات معلومات محلية وموسعة و بالانترنت، ومن ثم أدى هذا الارتباط إلى جعل هذه الفهارس والمجموعات في متناول مستخدمي الانترنت. كما تتيح الانترنت ذاتها كثيراً من مصادر المعلومات، مثل: النصوص الكاملة للكتب والصحف والدوريات الالكترونية والقواميس والأدلة والموسوعات الالكترونية، إلخ.[12]

    3.    دعائم الإرسال:

    الموجات الكهرومغناطيسية الهرتزية:
    الأشعة الكهرومغناطيسية أو الطيف الكهرومغناطيسي أو الأمواج الكهرومغناطيسية كلها مسميات تحمل نفس المعنى وحين التحدث عن جزء خاص من هذه الأشعة الكهرومغناطيسية ونعطيها اسم مميز مثل الضوء المرئي والمايكروويف وأشعة اكس وأشعة جاما وموجات التلفزيون والراديو فإن هذه التسمية الخاصة وضعت لتميز منطقة محددة من الطيف الكهرومغناطيسي فمثلا نطلق اسم أشعة اكس على الأشعة التي لها طول موجي في حدود 1-10 انجستروم ( وحدة قياس الطول في الأبعاد المنتهية في الصغر والانجستروم يساوي 10-10 متر) وكذلك الحال في أشعة الراديو فهي كلها عبارة أشعة الكهرومغناطيسية وكلها لها نفس الخصائص ولكنها تختلف في الطول ألموجي أو التردد.
    خصائص الموجة الكهرومغناطيسية:
    تنتشر في الفضاء بسرعة تقترب من سرعة الضوء.
    لها طول موجي يرتبط مباشرة بتردد الموجة.
    تمتد ترددات الموجات الكهرومغناطيسية على نطاق واسع.
    نطاق ترددات الراديوية:
    نطاق الترددات الراديوية يمتد من 3KGHZ لغاية 300GHZ حيث يعد هذا النطاق الأكثر استخداما في أنظمة الاتصالات.
    الشبكات الكابلية:
    تعريف:
    الاتصال السلكي ببساطة هو الاتصال الذي يتم بوسائل الكترونية مستخدما الكابلات كوسط نقل و التي قد تكون شبكة الهاتف أو شبكة الانترنت أو كابلات الألياف الضوئية أو التلفزيون الكابلي أو العديد من الوسائل الأخرى
    تشمل البيانات الأساسية الطبيعية للاتصالات على نوعيات عديدة من الكابلات والأطراف أو الأجزاء الخارجية المتصلة بها وتعتبر الكابلات وسيلة لنقل كميات ضخمة من البيانات المقرؤة آلي التي تتداول بواسطة أجهزة الحاسبات الآلية ، والكابل هو مجموعة من الأسلاك لمعزولة بصورة متوازية توضع ما في غلاف واحد[13]
    الكابلات المعدنية :
    تنتقل المعلومات عبر الأسلاك المعدنية باستخدام التيار الكهربائي . مرور أي تيار كهربائي في موصل أو سلك يتسبب في مجال كهرومغناطيسي حول السلك. و بالمقابل إي موصل أو سلك سيتأثر سلبا بأي مجال كهرومغناطيسي مجاور.
    1.    الكابلات المزدوجة المجدولة:
    ويشمل هذا النوع من الكابلات الأكثر استخداما في وصل أجهزة المشتركين مع شبكة التليفونات عللا سلكين معزولين ومجدولين معا وتصل سرعة نقل البيانات عبرها من 300 بت إلى 10 ملاين ميجا بت في الثانية الواحدة.
    2.    الكابلات المحورية:
     تستخدم هذه الكابلات لكل من شبكة التلفونات والاتصالات ذات السعة نطاق التردد العالي لمواقع المشتركين كما في تطبيقات الكابل التلفوني وتصل سرعة نقل البيانات خلال الكابلات المحورية من 65 ألف الى 300 ملين ميجا بت في الثانية الواحدة وقد حل محل هذه الكابلات كابلات الالياف الضوئية التي طبقة بفعالية وكفاءة عالية. [14]
    تكنولوجيا الألياف الضوئية:
    تعد "الألياف الضوئية Fiber Optics إحدى الوسائط الحديثة التي تساعد على تقديم مجال من الاتصالات، والألياف الضوئية عبارة عن قوائم زجاجية رقيقة للغاية تشبه خيوط العنكبوت، وتسمح بمرور أشعة الليزر خلالها، ويمكن أن يحل هذا الضوء محل الإشارات الإلكترونية التقليدية المستخدمة في خطوط الهاتف، والراديو، والتلفزيون ، ونقل بيانات الحاسب الإلكتروني. وتتمتع هذه الشعيرات الزجاجية Glass Filaments بكفاءة عالية للغاية في الاتصالات، ويمكن أن يحمل كل زوج من هذه الشعيرات حوالي ألف محادثة تلفونية، كما أنها سهلة الاستخدام أو التهيئة ، وأكثر مرونة من وسائط الاتصال الأخرى، وتوفر حماية أكبر عند التشغيل، وتعمل الألياف الضوئية على ترددات عالية للغاية بدرجة أكبر من ترددات الميكروويف، وبسبب هذه الترددات العالية جدًا تستطيع الألياف الضوئية أن تحمل كميات ضخمة جدًا من المعلومات، غير أن كلفة استخدامها ما زالت أعلى كثيرًا من كلفة استخدام الميكروويف. تستخدم الألياف الضوئية في الاتصالات الهاتفية من خلال مد كابلات هذه الألياف في خطوط تحت الأرض، كما تستخدم في الاتصال بين نقطتين بحيث تنقل كميات ضخمة جدًا من المحادثات الهاتفية، أو تسمح بمرور البيانات بين نقطتين، وإذا كانت المسافة بعيدة جدًا فإن كمية الضوء تتناقص، وبالتالي تحتاج إلى مقوي للإشارة أو مكرر Repeater، وتكون وظيفة أجهزة التقوية التأكد من أن كمية الضوء تصل بشدتها نفسها إلى نهاية الاستقبال لتوفير اتصال عالي الجودة، وتتراوح المسافة بين أجهزة التقوية من 30 – 100 ميلٍ، ويتم اتصال البيانات من خلال الحاسبات الإلكترونية بالأسلوب نفسه.
    وهناك كميات ضخمة من اتصال البيانات ودوائر الهاتف تجمع بين استخدام الإشارة المفردة Single Mode والإشارة الرقمية Digital Mode ذات المعدل المرتفع من نقل البيانات. وتوضع هذه الإشارة على زوج ( Pair ) من الألياف الضوئية يستخدم أحدهما في الإرسال والثاني في الاستقبال، وتسمى هذه الطريقة "إرسال متعدد على نفس الموجة "Multiplexing. وتتضمن هذه العملية وضع المعلومات في كود تحمله الألياف الضوئية، أما عملية فك الكود أو الرجوع إلى الإشارات الأصلية فتسمى Demultiplexing ، ومن خلال استخدام الإرسال المتعدد يمكن أن تحمل الألياف الضوئية أعدادًا ضخمة من الدوائر الهاتفية واتصال البيانات.[15]

    4.    تجهيزات الاستقبال:

    الهاتف:
    على الرغم من مرور أكثر من مائة عام على اختراع هذا الجهاز الاتصالي المهم فإنه لا يزال وسيلة مهمة في نقل المعلومات عبر المسافات القريبة منها والبعيدة. ولقد حدثت تطورات كثيرة على هذا الجهاز حيث أدخلت إليه الوسائل الإلكترونية والليزرية المتطورة لتسهيل عملية نقل المعلومات.
    ومن الابتكارات المهمة في الاتصالات الهاتفية الهاتف الصوري Photophon أو الهاتف الفيديو Video – Phone الذي يستطيع نقل الصورة مثلما ينقل الصوت بسرعة (9600) بت bit في الثانية، والجهاز مزود بذاكرة تؤهله لخزن حوالي (30) صورة يمكن استرجاعها عند الحاجة ومشاهدتها على الشاشة. أو تطبع على الورق وهناك طريقتان لاستخدام الهاتف وسيلة لنقل المعلومات هما :
    1- الطريقة المباشرة : في الاتصال وتكون بين المؤسسة والمستفيد.
    2- الطريقة غير المباشرة : وذلك عن طريق ربط الخط الهاتفي بتقنية اتصال أخرى إلكترونية أو غير إلكترونية مثل الفاكسميل أو المحطة الطرفية للحاسب الآلي Terminal أو الفيديوتكس Videotex أو التيليتكس Teletext وغيرها من التقنيات الحديثة في الاتصال.
    الفيديو تكس: (Videotext):
    أي النص المرئي أو "النصّورة" وهو نظام مصمم لتوصيل المعلومات والبيانات والرسومات وغيرها إلى المكاتب والمنازل بتكاليف قليلة نسبيًا، وللنظام إمكانات متنوعة يمكن توصيلها باستخدام وسائط بث مختلفة.
    يعتمد نظام الفيديوتكس على استخدام جهاز تلفزيون عادي، وجهاز هاتف، ولوحة مفاتيح مبسطة، وجهاز محلل الرموز Secoder خاص متصل بجهاز التلفزيون. وللاتصال مع شبكة المعلومات المركزية يتصل المستفيد برقم الهاتف الخاص بالشبكة ثم يضع سماعة الهاتف على جهاز سمعي يسمى Modem . وعند إتمام الاتصال بنجاح تظهر له على شاشة التلفزيون صفحة كشاف ثم يختار المستفيد المعلومات المطلوبة بالضغط على أزرار في لوحة المفاتيح الخاصة بذلك حسب التعليمات التي تظهر له على الشاشة.[16]
    يستخدم الفيديوتكس لخدمات المعلومات البسيطة مثل موجز الأخبار المحلية أو العالمية، كما يستخدم لأغراض المكتبات والمعلومات خاصة في مجال الاقتناء والتزود بالوثائق ونشاطات معالجة المعلومات والخدمات المرجعية. ويمكن باستخدام الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية نقل خدمات الفيديوتكس أو بثها من خلال محطات التلفزيون الكيبل وهناك في الولايات المتحدة نظام البث المباشر بالأقمار الصناعية Direct Broadcast Satellite System . الذي يمكن بوساطته بث خدمات الفيديوتكس إلى منازل المشتركين مباشرة. ومن الأمور المرغوبة في هذا النظام نقل الصحف الإلكترونية والمنشورات الأخرى إلى المنازل. وتقوم كندا بتجارب على استخدام الألياف البصرية كطريقة أخرى لنقل خدمات الفيديوتكس.
    TELETXT:
    يعد نظام التيليتكس كسابقه (الفيديوتكس) نظام إيصال معلومات من خلال الاتصالات السلكية واللاسلكية باستخدام خطوط الهاتف العادية أو الكوابل المحورية أو البث التلفزيوني لإعطاء معلومات مرئية على شاشة التلفزيون إلا أن التيليتكس يختلف عن الفيديوتكس في كونه نظامًا أحادي الاتجاه وغير متفاعل فهو يربط مركز المعلومات أو بنك المعلومات مع المنازل بوساطة البث التلفزيوني العادي. وهنا يجب استخدام جهاز محلل رموز خاص لالتقاط التيليتكس.
    يعمل النظام بأن تبث بصفة مستمرة صفحات معلومات (واحدة في الوقت نفسه) بصفة دورية متكررة ينظر المستفيد إلى صفحة المحتويات ويختار رقم الصفحة المطلوبة باستخدام لوحة المفاتيح وهنا يقوم محلل الرموز باختيار الصفحة المطلوبة عند دورتها وتعرض المعلومات على شاشة التلفزيون.[17]
     ويعد هذا النظام مناسبًا لتحديد المعلومات لعدد كبير من المشاهدين ويعطي أحدث المعلومات عن مواضيع كثيرة ومتنوعة.
    ويعد نظام بريستيل (Prestel) البريطاني أحد أنظمة التيليتكس المهمة الذي يقدم خدماته إلى أكثر من 20.000 مشترك من 135 جهة تزوده بالمعلومات من بينها مطابع لندن الصحفية. وقد بدأت فكرة هذا النظام منذ عام 1974م على شكل تجارب قامت بها مؤسسة البريد البريطاني وبدأ العمل بها فعليًا عام 1978م وتقدم مؤسسة الاتصالات البريطانية تسهيلات الاتصالات ومعالجة البيانات اللازمة. ويقوم مزود المعلومات Information Providers بتقديم المعلومات وخدماتها من بنوك المعلومات التابعة لهم حيث يتم تخزينها في نظام الحاسوب المركزي لمؤسسة الاتصالات البريطانية (BT) ويستخدم مزودو المعلومات أجهزة طرفية خاصة لتحديث البيانات، وتقدم المكتبة البريطانية وبعض جمعيات المكتبات في بريطانيا خدمات معلومات من خلاله تقوم المكتبة الوطنية البريطانية على سبيل المثال بإعطاء مختصر عن خدمات الفهرسة والاسترجاع الآلي المباشر.
    الفاكسيميلي : Facsimile :
    تعد تكنولوجيا الفاكسميل من أكثر تكنولوجيا الاتصالات أهمية في خدمات المكتبات، إذ لها المقدرة على حل مشكلة نقل الوثائق وتوصيلها ومشاركة المصادر بين المكتبات نتيجة التضخم في النشر وتزايد الطلبات على الوثائق. إن الفاكسميل (كان وإلى وقت قريب) هو الأسلوب الوحيد بجانب البريد العادي الذي يستطيع نقل الرسومات كجزء متكامل مع النص المرسل ونقل الوثائق باللغة الطبيعية موقعة من أصحابها وحتى الوثائق المكتوبة خطيًا والصور  . من التجارب المهمة التي أجريت حول موضوع الاستفادة من خدمات الفاكسميل في مجال المكتبات تلك التجربة التي اشتركت فيها ثلاث عشرة مكتبة في مختلف أنحاء بريطانيا وذلك في نيسان عام 1985م. وقد شاركت مكتبة الإعارة البريطانية (BLID) في هذه التجربة حيث تم إرسال ما يزيد على أربعة آلاف وثيقة ما بين المكتبات المشتركة للمدة ما بين (تموز 1981م ونيسان 1985م) وتنوعت المواد المرسلة من ملاحظات مكتوبة بخط اليد إلى مواصفات براءات اختراع وطلبات مقالات ودوريات ومجلات علمية .. وغيرها. وعكست هذه التجربة وجود أنماط من الاتصالات المحلية والخدمات المحلية إما فرديًا أو من خلال نظام تعاوني وقد تبين كذلك أن غالبية الاتصالات (أي 90% منها) بين المكتبات كانت لدعم التعاون فيما بينها كما تبين وجود اتصالات بين بعض المكتبات المشتركة مع عدد من المكتبات خارج بريطانيا بشكل أفضل من الداخل. كما أفادت المعلومات من مكتبة الإعارة البريطانية (BLID) أن معدل بث الوثيقة الواحدة داخل الأراضي البريطانية استغرق ثلاث دقائق وثانيتين فقط بينما استغرق البث إلى الخارج دقيقة واحدة وسبعًا وخمسين ثانية فقط. وتشير نتائج هذه التجربة أن لتكنولوجيا الفاكسميل دورًا مهمًا في نقل المعلومات وتبادلها وأثرًا قويًا في دعم التعاون بين المكتبات على المستوى المحلي والخارجي، ويمكن أن يكون الفاكسميل بديلاً أقل تكلفة من التلكس والهاتف لأغراض اتصالات الإعارة المتبادلة بين المكتبات وأسلوبًا سريعًا وفاعلاً لمشاركة المصادر على المستوى الوطني والدولي.
    إن الأقمار الصناعية (Satelleit) إذا ما ربطت مع أجهزة الاستنساخ عن بعد (الفاكسميل) عالية السرعة فسوف تستطيع المكتبات التي تستخدم هذه الأجهزة إرسال صور وثائقية ورقية إلى العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في وقت قصير وسرعة عالية. ولقد تمت في ألمانيا الاتحادية تجربة هذه الطريقة بواسطة آلة استنساخ عن بعد عالية السرعة طورتها شركة (أكفا الألمانية) حيث تم إرسال صفحة من الحجم المتوسط A4 في مدة أربع ثوان فقط.[18]
    إن مشكلة التكلفة لمثل هذه التكنولوجيا هي التي تقف عائقًا يحول دون استخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات لبث الوثائق ونقلها على نطاق واسع هذا على الرغم من أن الاستخدام ممكن من الناحية الفنية.
    استخـدام الأقمـار الصنـاعيـة (Satellite):
    مما لا شك فيه أن عصر الفضاء متمثلاً في الأقمار الصناعية يحمل وعودًا منظورة في نقل المعلومات والوثائق بين المكتبات ومراكز المعلومات. فمن الممكن إرسال وثيقة مخزونة آليًا في نظام آلي مبني على الحاسبة الآلية من مكتبة مركزية مجهزة بنظام إرسال خاص إلى محطات استقبال أخرى مكتبات أو مركز معلومات مثلاً. ويبدو أن تطبيقات الاتصالات في الأقمار الصناعية لخدمة المكتبات تكمن في المستقبل على الرغم من وجود بعض التطبيقات التي تمت على مستوى التجارب في أواخر عقد السبعينات وأوائل عقد الثمانينات. فلقد قدمت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية National Science Foundation (NSF) منحة مالية لمعهد الفيزياء الأمريكي American Institute of Physics (AIP) لدراسة إمكان استخدام الأقمار الصناعية في البحث في شبكات المعلومات آليًا وخدمات توصيل نصوص كاملة لوثائق وتسليمها خلال فترة زمنية وجيزة. ولقد قام مكتبيون وعلماء ومهندسون عاملون في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا NASA" باستخدام القمر الصناعي التجريبي OTS للاتصال مع شبكة معلومات ديالوج (DIALOG) للبحث في بنوك معلومات معهد الفيزياء الأمريكي (AIP) من أجل استرجاع مستخلصات الفيزياء ومقالات في علم الفلك من مجلات أمريكية وسوفيتية ولقد تم توزيع الوثائق المسترجعة وتسليمها في هذه التجربة بجهاز بث فاكسميل من طراز Rapifax بمعدل (30-90) ثانية لكل صفحة (32) وتجدر الإشارة هنـا إلى أن وكالة الفضـاء الأوربيـة (ESA) كانت قد درست إمكان إجراء تجربة مماثلة باستخدام نظام الاتصالات بالقمر الصناعي الأوربي (European Communication Satellite) (33).
     لقد ظهرت في أوربا مع بداية عقد الثمانينات أربعة مشاريع تجريبية لبث المعلومات وتوزيعها وهي:
    1- مشروع ستيلا Stella Project  .
    2- مشروع سباين Spine Project .
    3- مشروع أبولو Apollo Project .
    4- مشروع يونيفرس Universe Project .
    ويعد المشروع الثاني Spine Project قريبًا من علم المكتبات حيث كان ولفترة طويلة في مقدمة نظم استرجاع المعلومات في أروبا ومن أوائل النظم التي استخدمت الشبكة الأوربية Euronet  لأغراض المعلومات. لقد استخدم هذا المشروع مركز الأبحاث والمعلومات التابع لوكالة الفضاء الأوربية (ESA) لتوفير مصادر المعلومات عن الأرض والبحار التي تجمع في بعض الدول الأوربية الإسكندنافية، ويستخدم النظام الصناعي (لاندسات Landsat) لبث المعلومات بين محطات أرضية تزوده بأجهزة استقبال وإرسال قادرة على العمل آليًا في حالة حدوث خلل عند بث المعلومات. أما المشروع الثالث (Apollo Project) فقد قامت باختباره المجموعة الاقتصادية الأوربية (EEC) لأغراض التكشيف والتخزين واسترجاع نصوص وثائق كاملة آليًا وبثها واستخدم القمر الصناعي (OTS) وسطًا لبث المعلومات. كان الغرض من هذا المشروع هو الكشف عن التكلفة المترتبة على استرجاع نصوص كاملة باستخدام الأقمار الصناعية لأغراض المكتبات.
    أما المشروع الرابع (Universe Pronect) فكان يهدف إلى ربط شبكات بث معلومات مناطق محلية (LAN) Local Area Network في عدد من الجامعات البريطانية مع شبكات مناطق محلية في جامعات ومراكز أبحاث أخرى لأغراض تبادل المعلومات واسترجاعها وبثها بين مكتبات هذه الجامعات. إن المنافع التي يمكن الحصول عليها من استخدام الأقمار الصناعية في نقل المعلومات وتوصيلها بدلاً من الوسائل التقليدية التي تتبعها المكتبات لها وجهان :
    1- إن قنوات البث العريضة في الأقمار الصناعية تسمح ببث جيد لكميات كبيرة من المعلومات المعقدة بما فيها الصور والرسومات.
    2- على الرغم من أن تكلفة الاتصال بالأقمار الصناعية أكثر من وسائل الاتصال التقليدية إلا أن هناك احتمال تناقص هذه التكاليف خلال السنوات القادمة.
    ولعله من المناسب القول هنا إن الدور الذي تنهض به أشعة الليزر في نقل المعلومات سيدخل ثورة لا مثيل لها في عالم الإلكترونيات. وتشير الاحتمالات إلى أن نقل المعلومات سيتم عن طريق إرسال حزم من الصور والإشارات المعلوماتية بواسطة أشعة الليزرعبر الألياف الزجاجية Fiber Optics فائقة النقاوة.
    إن إمكانات هذه التكنولوجيا الفائقة في نقل المعلومات ستجعلها منافسًا للأقمار الصناعية. ولكن سيظل هذا الأمر مرهونًا بما ستفضي إليه التجارب في المستقبل.[19]

    الخاتمة:

    يعد تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أبرز مظاهر الربع الأخير من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي، ويرى العلماء المختصين في هذا المجال أن تطور صناعة تكنولوجيا المعلومات والإتصال يعد أهم إنجاز تكنولوجي تحقق، حيث إستطاع الإنسان أن يلغي المسافات ويختصر الزمن ويجعل من العالم أشبه بالشاشة الإلكترونية الصغيرة.


    [1] غسان قاسم اللامي: إدارة التكنولوجيا (مفاهيم و مداخيل تقنيات تطبيقات علمية)، ط 1، دار المناهج، عمان،2006 ص 22.
    [2] عبد البارى، إبراهيم درة، تكنولوجيا الأداء البشري في المنظمات:الأسس النظرية و دلالاتها في البيئة العربية المعاصرة، منشورات المنظمة العربية للتنمية الإدارية، القاهرة،2003 ص 26.
    [3] بن بريكة عبد الوهاب، إبن التركي زينب: أثر تكنولوجيا الاعلام والاتصال في الدفع عجلة التنمية، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، مجلة الباحث، العدد 7-2009/2010، بسكرة، ص 245.
    [4] بن بريكة عبد الوهاب، إبن التركي زينب: مرجع سبق ذكره، ص 246.
    [5] سماحي منال: التسويق الإلكتروني وشروط تفعيله في الجزائر، مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم الاقتصادية، جامعة وهرن 2، 2014-2015، ص، ص، 41.42.
    [6] حسن عماد مكاوي: تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1997، ص 145.
    [7] نفس المرجع ،ص 151
    [8]إيّاد شاكر البكري ،"تقنيات الاتصال بين زمنيين ،ط1 ،الأردن :دار الشروق للتوزيع ،2003 ،ص 72
    [9] محمد جمال الفار، "المعجم الإعلامي ،ط1 ،الأردن :دار أسامة للنشر والتوزيع ،2006 ، ص 64
    [10] حسن عماد مكاوي: نفس المرجع، ص 145-149.
    [11]  عامر إبراهيم قنديلجي وآخرون: مصدر سابق، ص، ص، 193-201
    [12]  مذكرة حول مصادر المعلومات و دورها في تكوين الطالب الجامعي وتنمية ميوله القرائية، جامعة منتوري قسنطينة  ، الجزائر، 2008-2009، ص، ص، 119 – 128.
    [13] إياد شاكر البكري: تقنيات الاتصال بين زمنين، عمان، دار الشروق للنشر، 2003، ص 9
    [14] إياد شاكر البكري: مرجع سابق، ص 8.
    [15] فاروق سيد حسين. الكوابل : الأوساط التراسلية والألياف الضوئية .- بيروت : دار الراتب الجامعية ، 1990م، ص45.
    [16] محمد محمد الهادي. تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها، 1989، ص156.
    [17] صباح محمد كلو. "تكنولوجيا البريد الإلكتروني ودورها في عملية تناقل المعلومات" . نشرة المكتبات والمعلومات؛ مج2، ع2، 1998م. ص2-3.
    [18] محمد محمد الهادي. تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها، 1989، ص163.
    [19] محمد محمد الهادي. تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها، 1989، ص169.
    شارك المقال
    مدونة علوم الاعلام والاتصال
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة علوم الاعلام والاتصال .

    مقالات متعلقة

    1. مقال جيد مشكورون احتاج الى كختلف تعاريف تكنولوجيا م ا حديثا

      ردحذف