-->

حضارات جنوب غرب أسيا وحضارة مصر في فجر التاريخ

    حضارات جنوب غرب أسيا وحضارة مصر في فجر التاريخ


    مقدمة:

    الحضارة في مفهومنا العام هي كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته،
    سواء أكان المجهود المبذول للوصول إلى تلك الثمرة مقصودا أم غير مقصود وسواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية، فكل ماجاءت به الحضارة الإنسانية من إبداعات خلاقة إلى يومنا الحاضر تعود إلى العمل الدءوب والمستمر الذي مارسه الإنسان فكل ما أنتجه منذ أقدم العصور ولحد الآن هو ما تتطلبه الحاجة إليه، فأدوات العمل الرسومات والنصب والتعاويذ والتراتيل ورقصات لا بل كل ماله علاقة بحياته كانت وسيلة لصراع الإنسان مع الطبيعة ومن اجل الحياة، وكل ما حصل عليه الإنسان من قيم حضارية ومكتشفات جاءت من خلال مواصلته للعمل الذي خلفه سلفه، ولولا هذا العمل لما إستطاع الإنسان أن يصل إلى هذا المستوى الذي وصل إليه اليوم.

    الفصل الأول: حضارات جنوب غرب آسيا

    المبحث الأول: عيلام

    المطلب الأول: الموقع الجغرافي

    تعرف بلاد عيلام عند اليهود بالأرض العالية لموقعها الجغرافي المتمثل في موقع بلاد السوس القديمة فإذا نظرة إلى خريطة بلاد إيران ووضعت إصبعك على نهر دجلة مبتدآ من الخليج الفارسي وصولا إلى العمارة، ثم اتجهت به شرقا مخترقا حدود العراق إلى شوشان الحديثة، إذا فعلت ذلك فقد حددت لنفسك موقع المدينة القديمة.

    المطلب الثاني: حياة عيلام البدوية

    يعود عهد عيلام إلى عشرون ألف سنة، حيث أكتشف باحثون فرنسيون آثارا بشرية وشواهد تدل على قيام ثقافة راقية تعود إلى 4500 سنة ق. م، واستخدموا في تلك الفترة أدوات وأسلحة مصنوعة من النحاس بالإضافة إلى مزهريات مزينة بصور النبات والحيوان، كما كانت لهم كتابة مقدسة ووثائق تجارية استعملت في حياتهم اليومية.

    المطلب الثالث: حيات السلطان والغزوات

     عرف أهل عيلام حيات السلطان والغزو بعد انتقالهم من البدايات المعقدة فامتلكوا سومر وبابل ودارت عليهم الدائرة فاستولت عليهم هاتان الدولتان تباعا، وعاشت مدينة السوس ستة آلاف سنة شهدت خلالها بروز إمبراطوريات سومر، مصر، وآشور، وفارس، واليونان، ورومه، وظلة باسم شوشان مدينة مزدهرة حتى القرن الرابع عشر ميلادي ولعل الآثار الباقية شاهدة على عظمتهم مثل الجواهر الملكية والثياب الثمينة والأثاث الفخم، والمركبات التي جالت أنحاء المدينة في ذلك العهد.[1]

    المبحث الثاني: السومريونالمطلب الأول: تاريخ السومريين

    يرجع تاريخ السومريون إلى مدنهم المطمورة والمتمثلة في إيردو (أو شهرين الحديثة) وأور (المقير الحديثة) وأروك (وهي المسماة إرك في التوراة والمعروفة الآن باسم الوركاء) ولارسا (المسماة في التوراة باسم الإسر المعروفة الآن باسم شكرة) ولكش (سيرلا الحديثة) ونيور (نفر) بالإضافة إلى كش التي عرفة أقدم ثقافة في هذا الإقليم، ولم يخلوا تاريخ هذه المدن من الصراعات التي قامت بها الشعوب غير السامية التي كانت تسكن سومر لتحتفظ باستقلالها أمام الهجرات السامية ولم يعرف بالضبط تاريخ سلالات البشرية التي ينتمي إليها السومريون ولذلك يعتقد مجيئهم من آسيا الوسطى أو من بلاد القفقاس أو من أرمنية أو جاؤا من السوس حيث يوجد بين آثارها رأس من الإسفلت فيه خواص الجنس السومري كلها، وهناك من يرى أنهم من أصل مغولي قديم موغل في القدم لتشابههم في الأسماء.[2] 

    المطلب الثاني: الحياة الاقتصادية

    تعتبر الأرض أساس حضارة السومريون بفضل تخصيب النهرين (دجلى والفراة) لتربتها عند الفيضان مما أدى بهم إلى تشييد القنوات الري التي اخترقت البلاد بالطول والعرض لتسيير مياه النهرين وتجنب الأضرار التي يخلفانها عند الفيضان وتعتبر هذه التقنية من أكبر انجازاتهم حيث تعود إلى عهد 4000 سنة ق.م ومن المحاصيل التي قاموا بزراعتها نجد الذرة والشعير والقمح والبلح والخضر المختلفة ، ظهر عندهم المحراث المزود بأنبوب مجوف لنثر الحبوب، كما استخدموا أدوات مزودة بأسنان حديدية لفصل التبن عن البذور .
    ومن ناحية الصناعة فقد استخدم السومريون معدني الذهب والقصدير لمزجهما معا فيتشكل معدن البرونز، واستعملوا الحديد لبناء الآلات الكبيرة ، كما صنعوا من العاج و العظام لصناعة الإبر وهذا ساعد صناعة النسيج على الانتشار يشرف عليها مراقبون يعينهم الملك.
    استخدم السومريون في تجارتهم على المقايضة واتخذوا من الذهب والفضة وحدة قياس للقيم السلع والبضائع.

    المطلب الثالث: نظام الحكم

    عرفت مدن السومريون نوعا ما من الاستقلال عن البقية وكانت كل مدين تحكم بواسطة ملك يسمى باتيس أي الملك_ الكاهن ومن هنا نلاحظ أن نضام الحكم كان مرتبط بالدين، ورغم استقلال المدن عن بعضها البعض إلا أنها كانت ترتبط فيما بينها عن طريق التجارة فقد كانت مهمة لنمو المدن، وارتبط نظام الحكم بالنظام الإقطاعي  حيث يحرص ملاك الراضي على دفع الضرائب لخزينة الملك وقد شكلت المورد الأساسي للخزينة تقتطع منها مرتبا موظفي الدولة وعمالها ، كما اعتمدوا في سن قوانينهم على الشرائع السابقة منها شريعة حمورابي.[3]


    الفصل الثاني: حضارة مصر في فجر التاريخ

    المبحث الأول: عصور ما قبل التاريخ

    المطلب الأول: العصر الحجري القديم

    ويعتبر هذا العصر من أطول العصور أقساها حيث في البداية أضطر الإنسان إلى استخدام عقله لتفادي الحيوانات الضارية وصيد طعامه بأدوات بدائية فكانت حرفته الأولى منها انتقل إلى الرعي والزراعة وبدأ بتشكيل الأسرة والقرى والعشائر.

    المطلب الثاني: العصر الحجري الوسيط

    ويمثل مرحلة الانتقال من العصر القديم إلى العصر الحديث، واهتم فيه الإنسان بتحسين حاله كما حسن بعض أدواته الحجرية.

    المطلب الثالث: العصر الحجري الحديث

    وينقسم هذا العصر إلى مرحلتين:
    الأولى: بقية فيها الأدوات الحجرية هي الأدوات الرئيسية دون استخدام المعادن وهذه المرحلة تسمى العصر الحجري الحديث الصرف.
    الثانية: بدأ فيها الإنسان يستخدم المعادن وعلى وجه الخصوص النحاس ولذلك تسمى العصر النحاسي الحجري، أو عصر بداية المعادن.

    1)    العصر الحجري الصرف:

    ومراكزه الرئيسية التي تم الكشف عنها حتى الآن هي مرمدة بني سلامة في غرب الدالتا، والعمرى عند رأس الدلتا (شمال علوان)، والفيوم "أ" والثلاثة يمثلون حضارة الشمال، أما الجنوب فتمثله دير تاسا (مركزه البداري في أسيوط) وتتميز حضارات العصر الحجري الحديث بخصائص عامة أهمها:
    1.    استئناس الحيوان
    2.    الاهتداء إلى الزراعة، وترتب عليها الحياة المستقرة.
    3.    معرفة صناعة الفخار وجدل السلال ونسج الكتان.
    4.    صقل الأدوات الحجرية وتعدد أنواعها.[4]

    2)    العصر الحجري النحاسي أو عصر بداية المعادن:

    ومراكزه الرئيسية هي البدري بمحافظة أسيوط وتمثل البداية ثم تقاده الأولى وتمثل التقدم، وتقاده الثانية وتمثل النضج، ثم أخيرا المعادى وتمثل حضارة الدلتا، غير أن أغلب الباحثين يفضلون أن يطلق على الحضارات الثلاث الأخيرة اصطلاحا عصر ما قبل الأسرات.

    3)    عصر ما قبل الأسرات:

    ويشمل تقاده الأولى والثانية وتمثل حضارات الصعيد، والمعادى وتمثل حضارة الدلتا.
    ·        حضارة تقاده الأولى:
    تقع بمحافظة قنا، ومن التنقيبات التي جرت هناك تم اكتشاف آثار مختلفة في 15000 مقبرة، ومن خلال تتبع تطور صناعة الفخار تم تقسيم الزمن إلى مراحل مقسمة على مرحلتين أقدمها حضارة نقادة الأولى، وأحدثها حضارة نقادة الثانية وتتميز نقادة الأولى بالفخار الأحمر المصقول و الفخار الأحمر ذو الرسوم البيضاء المتقطعة.
    ·        حضارة تقادة الثانية:
    وتتميز هذه الحضارة بنوع من الفخار ذي زخارف أو رسوم حمراء طغت عليها رسوم النبات والطبيعة كما هناك فخار ذي مقابض مموجة
    ·        حضارة المعادى:
    وتمثل المعادى آخر فترة النيولية أي عصر بداية المعادن في الدالتا وتقع في مكان يصل الدالتا بالصعيد، وأما الفخار فوجد بنوعيه الأحمر الأملس والأسود المصقول بجانب أواني ذات مقابض وأخرى ذات قواعد، كما تميزت بأواني حجرية صنعة من أحجار مختلفة من البزلت والحجر الجيري.[5]

    المبحث الثاني: بداية العصور التاريخية أو العصر العتيق

    المطلب الأول: العصر التنى

    وتشمل الأسرتان الأولى والثانية وتعرف بالعصر التنى حيث حصل تحول كبير في مصر حوالي 3300 ق.م أدى بالبلاد إلى الانتقال من مرحلة العصر الحجري إلى عصر بدايات الأسرات أي الانتقال من طبيعة حياة القرى إلى حياة المدينة ومنها إلى حياة الأقاليم التي كانت تتمثل في إمارات صغيرة إتحدة مع بعضها البعض بوسيلة أو بأخرى حتى وصلوا إلى مملكتين مملكة في الشمال وتتمثل في الدلتا وعاصمتها مدينة "ب" بمعنى المقر ورمزها النحلة مملكة أخرى في الجنوب وعاصمتها (نخن) بمعنى الحصن إلهاها كان الصقر حورس ورمزها نبات الخيزران ومن أشهر ملوكها الملك العقرب قبل الملك نينا مؤسس الأسرة الأولى الذي وحد المملكتين حوالي 3100 ق.م معلنا بداية العصر التاريخي في المملكة الفرعونية.[6]

    المطلب الثاني: الأسرة الفرعونية الُثانية

    قامت بعد الأولى واتخذت الجدار الأبيض عاصمة لها وتتكوم من الملك نب رع ثم نتر وتولى العرش بعده كل من نتح شركا ونفر كادع ثم جاء بعدهم شخم وكان آخر ملوك هذه الأسرة نع سحموي.[7]

    الخاتمة:

    من خلال ما سبق نستنتج أن الإنسان خلال تاريخه الطويل عرف حضارات كثيرة من بينها حضارات جنوب غرب آسيا ومصر التي شكلت رافدا من روافد المعرفة استطاع من خلالها بناء العالم الذي نعرفه اليوم، فرغم سقوط هذه الحضارات فإن، معارفها وثقافتها بقية حاضرة ولم تزل ولعل الشواهد المتناثرة دليل على ما كان يعيشه الإنسان القديم لذالك فالدولة التي ليس لها تاريخ ليس لها مستقبل.



    المراجع:



    [1]  ول وايريل ديورانت: قصة الحضارة الشرق الأدنى ، ترجمة مجد بدران، دار الجهد للطبع والنشر والتوزيع، بيروت، ج1،م1، ص، ص، 11، 12.
    [2]  ول وايريل ديورانت: مرجع سابق، ص، ص، 13-15 .
    [3] ول وايريل ديورانت: مرجع سابق، ص، ص، 26-28 .
    [4]  سمير أديب: تاريخ وحضارة مصر القديمة، مكتبة الإسكندرية، مصر، 1997، ص،ص، 10-12
    [5]  سمير أديب: مرجع سابق، ص ، ص، 15-19
    [6]  سمير أديب: مرجع سابق، ص ، ص، 45-47
    [7] سمير أديب: مرجع سابق، ص ، ص، 52. 53
    شارك المقال
    مدونة علوم الاعلام والاتصال
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مدونة علوم الاعلام والاتصال .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق